ان دور العلماء والمفكرين له اهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع ،خاصة عندما تمر الامة بأزمة فكرية وعقائدية مثل التي تمر بها اليوم، فالبروز العلمي والنشاط الفكري واجب على كل العلماء والمفكرين لإصلاح المجتمعات , فالعالم والمفكر لم يدرس ويتعلم لكي يختلي في بيته او مسجده بل تعلم ودرس ليحمل راية الوراثة النبوية ويحمل معها امانة رسالة الانبياء والمرسلين عليهم السلام لتبليغ الناس وارشادهم وعندما نقلب صفحات التاريخ نجد ان العلماء كان لهم الدور الابرز والاهم في انقاذ الامه من ازماتها , فتحدوا الصعاب وصمدوا امام التحديات وجمعوا شمل الامة المفرقة في عصرهم واعادوا هيبة امة الاسلام امام اعدائها بقوة ايمانهم وعقيدتهم وتضحياتهم ووقوفهم بوجه الظلم والظالمين بقوة وحزم ولقد تنوعت مهماتهم العلمية والفكرية كل حسب مقدرته وامكانياته والظروف المحيطة به وتقسمت كما يلي :
1. الكتابة والتأليف والنشر: لقد اختص قسم من العلماء المصلحين بتأليف الكتب العلمية والفكرية التي تناقش القضايا في زمانهم ورغبوا الناس من خلال المحاضرات والجلسات بقراءتها ونحن اليوم احوج ما نكون لحملة كتابية فكرية تبين الوجه الحقيقي للإسلام والمجتمع العربي خاصة مع وجود التطور العلمي على مواقع التواصل الاجتماعي , فلو اجتمع اهل العلم وقرروا ان يكون كل اسبوع مثلا حملة لمعالجة فكر او اصلاح خطأ مجتمعي ضمن خطة عمل مركزية , على سبيل المثال القيام بكتابة المواضيع من قبل الجميع في مواقع التواصل الاجتماعي مع قيام الائمة والخطباء بالكلام عن نفس المواضيع في مساجدهم والوجهاء في مجالسهم ويتم نشره على اوسع نطاق لكان هذا الامر يولد في نفوس ابناء الامة الاسلامية والمجتمع الشعور بان لديهم مرجعيه ارشادية تثقيفية توعيهم وترشدهم الى الصواب , كذلك على من مكنه الله ورزقه امكانية الكتابة ان يقوم بتأليف الكتب الاصلاحية المجتمعية التي تتناسب مع مقتضيات المصلحة العامة , كذلك على الكتاب والمثقفين اصلاح كافة الافكار والاقوال الخاطئة المنتشرة بين ابناء المجتمع سواء في الحياة العامة والخاصة او على مواقع التواصل الاجتماعي وبيان الصحيح منها في الادلة العقلية والنقلية وعدم السكوت عن كل ما فيه خطر فكري وعقائدي على المجتمع .
2. الدور العلمي بفتح المدارس والمؤسسات العلمية : اقترن العلم اليوم بالمدارس والمعاهد والكليات الرسمية والتي لا يخفى على احد دورها السلبي اليوم في ضياع المستوى العلمي لأبناء المجتمع , فالتعليم اليوم اصبح احد بؤر الفساد الاداري والفكري والمجتمعي , لذلك على العلماء والمفكرين ان يتخذوا اجراءات اصلاحية بهذا الخصوص ومنها:
أ- اجراء لقاءات مع الكوادر التدريسية والادارية للمدارس والمعاهد والكليات والمؤسسات العلمية وارشادهم وتثقيفهم وتوعيتهم .
ب- السعي لفتح مدارس ومعاهد وكليات ومؤسسات علمية تدار من قبل الكفاءات العلمية المؤمنة والحريصة على مصلحة البلاد والمجتمع .
ت- اعداد مناهج تصب في مصلحة جيل الشباب ومصلحة المجتمع .
3. العلماء ودورهم في الارشاد والوعظ : لقد فطر الله سبحانه وتعالى الناس وتوافقت عقولهم بعدم قبول اي امر الا من ذوي الاختصاص ايمانا بقوله تعالى (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)( )، فلا يمكن ان نأخذ الوصفة الطبية من المهندس ،ولا يمكن ان نأخذ مواصفات الهندسة المعمارية من مصلح السيارات(فيتر) مع تقديرنا لكافة المهن وهذا الكلام من باب احترام الاختصاصات، ومن هذا فعلى ابناء المجتمع عدم الاستماع للفتاوي التي تتعلق بالأمور الدينية الا من اهل الاختصاص، ومن العجب العجاب ما يدور اليوم بين ابناء المجتمع بانتشار الجراءة على الفتوى من قبل الجميع ففي كل مجلس نحضره نجد ان اغلب الحاضرين يتكلمون بالفتوى والعلم الشرعي بالرغم من انهم ليسوا من اهل الاختصاص لذلك على العلماء والمفكرين عدم السماح بانتشار مثل هذا الامر في المجالس التي يتواجدون فيها حفاظا على هيبة الدين.