الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على حبيبنا الصادق الامين، وعلى آله وصحبه اجمعين، وبعد:
في الأوضاع التي تمر بها بلادنا وبلاد المسلمين، نحن في أشد الاحتياج لوجود تيار ارشادي اصلاحي مخلص يحسن عرض دينه عرضًا يليق بعظمة هذا الدين، ويليق بعظمة الداعية الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة وأن البلاد تعيش أزمات كأنها عنق الزجاجة، تحتاج إلى حكمة بالغة لتجاوز هذه المرحلة الحرجة حيث ان الأزمة الراهنة تتمثل بوجود ضبابية الرؤية للواقع الحالي وعدم الاطمئنان إلى المستقبل المجهول وتربص الأعداء بالبلاد مع وجود قيادات غير مؤهلة شرعيًّا ومدنيًّا وتصارع الكثير من القوى والتيارات مع ضعف الوازع الديني والخلقي ،وهذا أيضًا من المصائب الكبرى، فحينما يقع مثل هذا فإن المتصارعين لا يهمهم عند ذلك مصلحة البلاد أو أمنها، وإنما الذي يعني هؤلاء مصالحهم الخاصة، مهما كلف البلاد من ضياع للمصالح وضعف الاقتصاد، ومهما تأخر الأمن وتباطأ الاستقرار، كل هذه الاسباب وغيرها اصبح من الواجب المحتوم على أهل العلم وبكافة مجالاتهم بأن يقوموا بتوحيد الصفوف والحرص على إظهار قوة المسلمين وثقلهم ،فإن الله سبحانه ذم الاختلاف والتشرذم فقال عز وجلوَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا(46))سورة الأنفال، وإذا لم تجمعنا الشدائد فما الذي يجمعنا؟ فعلى العلماء والمفكرين اظهار حبهم لإخوانهم فلن يسع الناس إلا ذلك، وعلى الناس احترام العلماء واعطاءهم مكانتهم التي أعطاهم الشرع الشريف إياها، فهم ورثة الأنبياء، القائلون بقولهم، فينبغي التعامل معهم بكل احترام وأدب يليق بهم، كذلك من واجب العلماء والمفكرين تفقيه الناس وتعليمهم وما ينفعهم مع الصدق والاخلاص في هذا العمل ، ونشر مبدأ حسن الظن بالآخرين، والحرص على التزاور والتواصل في المناسبات وغيرها ، ودعوة الناس إلى التفاؤل بأن ما مضى من أحداث سيكون – إن شاء الله – ما بعده أفضل مما قبله، إذا خلصت النوايا وتضافرت الجهود، وتعامل الجميع بوعي وحرص على المصلحة العامة قبل المصلحة الفردية، وعلى العقلاء أن يستثمروا المستقبل لصالح خير الأمة وسعادتها والعمل بجد وبهمة عالية على ارشاد وتوجيه المجتمع للالتزام بمبادئه واخلاقه وعدم التأثر بالأخلاق الغربية التي ليس لها صلة بمجتمعاتنا.