مركز المفكر للدراسات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مركز علمي متخصص بالدراسات وبكافة المجالات العلمية يضم نخبة من العلماء والكفاءات والمفكرين


    مَهْنتكَ طَريقكَ الى الجنةِ ... الدكتور سيف الدين المكحل

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 134
    تاريخ التسجيل : 21/04/2020
    العمر : 50

    مَهْنتكَ طَريقكَ الى الجنةِ  ... الدكتور سيف الدين المكحل  Empty مَهْنتكَ طَريقكَ الى الجنةِ ... الدكتور سيف الدين المكحل

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء أبريل 28, 2020 12:20 am


    قال تعالى {وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ }سورة هود، إن العمل هو المصدر الوحيد لعمران الأرض واستخراج كنوزها والوسيلة الأولى لضمان معيشة الانسان واستقرار حياته فلولا عمله وسعيه في تحصيل معيشته لما أمكن أن يبقى حياً على الكرة الأرضية، وإن الانسان منذ وجد انطلق يعمل كادحاً في تحصيل قوته وسد رمقه حتى الحيوانات تشعر شعوراً ذاتياً بضرورة العمل لعيشها فتراها دائبة مجدة على تحصيل قوتها وهكذا ألهم اللّه سبحانه كل ما دب ودرج على هذه الأرض بضرورة العمل لتستقيم الحياة ويتم النظام ولولا العمل لما قامت سنة في الكون ولا وجدت معالم الحضارة ولا حصل الرقي والابداع وما نهضت الشعوب ، إنّ العمل هو عبارة عن مجهود يقوم به الشّخص كما أنّ هذا المجهود نابع عن إرادة من الفرد ويختلف أسلوب العمل في المفهوم عند البعض فالبعض يفسّر أنّ التّفكير وأخذ المجهود في أمر معيّن أي استخدام العقل بأنّه عمل والآخر يفسّر أنّ الوظيفة فقط عمل والبعض يفسّر تنفيذ أيّ شيء أو القيام بأيّ أمر عمل، إنّ العمل عنصر أساسيّ في الحياة فكلّ شيء في الحياة يرتبط بالعمل فالصّلاة تعتبر عمل والنّوم أيضاً عمل كما أنّ الوظيفة عمل وزيارة صديق عمل والدّراسة عمل والشّرب والأكل عمل وإعانة الفقراء عمل فكلّ شيء في حياتنا هو عبارة عن عمل لهذا هناك عددٌ لا نهائيّ من مفاهيم ممكن أن تطلق على العمل، وللنية دور هام في مسألة العمل ،فإن من قصد بكسبه وأعماله الدنيوية والعادية الاستعانة بذلك على القيام بحق الله وقيامه بالواجبات والمستحبات واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه ونومه وراحته ومكاسبه انقلبت عاداته عبادات وبارك الله للعبد في أعماله وفتح له من أبواب الخير والرزق أموراً لا يحتسبها ولا تخطر له على بال ومن فاتته هذه النية الصالحة لجهله أو تهاونه فلا يلومن إلا نفسه وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قالSadإنك لن تعمل عملاً تبتغي فيه وجه الله إلا أجرت عليه حتى ما تجعله في فيّ امرأتك) المصدر( كتاب كيف تحتسبين الأجر - (ج 1 / ص 4) سبحان الله حتى اللقمة التي تضعها في فم امرأتك إذا ابتغيت بها وجه الله فانك تأجر على ذلك العمل ولو كان في منظورك بسيطا لكنك لما ابتغيت به وجه الله عظم عنده سبحانه وتعالى وقس على ذلك بعض الأمور التي لا يمكن ان نحيط بها، فمثلا العامل في المصنع او الفلاح في حقله مثلا اذا نوى في هذا العمل فائدة المسلمين وسد حاجاتهم اواي نية صالحة اخرى فله اجر عظيم على هذه النية فالأعمال يختلف ثوابها باختلاف النيات حتى المصائب التي قد تصيب الإنسان فإنه اذا صبر ورضي و احتسبها لله فان ذلك في ميزان حسناته ،فللناس في أي عملٍ يقومون به مراتب ودرجات مختلفة (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)الأنعام: 132(وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)الأحقاف: 19 فنفس العمل الذي قد يثاب عليه فلان من الناس ويتحصل على أثره الدرجات العُلى قد لا يثاب عليه شخص اخر وذلك لاختلاف النيّة لدى كل منهما فكلّما كانت النيّة خالصة لله تعالى خالية عن الأغراض الدنيوية ازدادت قيمة العمل وقرب إلى القبول وصلح للجزاء الأوفى فالإسلام يربط بين العمل والنيّة فلا يمكن التفكيك بينهما فيعتبر العمل بلا نيّة لا قيمة له كما أنّ النيّة الخالية عن أي عمل لا ثمرة لها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 5:25 pm