قال تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)( ) إن من أهم الأمور التي يجب الانتباه إليها ذلك الربط الوثيق بين آية الصيام في رمضان وآية الدعاء أي آية رقم 185 وآية رقم 186 من سورة البقرة فالربط بين الصيام والدعاء له حكمة ربانية عظيمة وذلك لان التقوى ثمرة الصيام الأولى وبفضل الصيام يكون المؤمن أقرب إلى خالقه ورازقه ولأن الصيام لا يطلع على حقيقته إلا المولى تبارك وتعالى ومتى لاحظ الصائم المؤمن قرب ربه عز وجل أخذه الخجل والحياء من انتهاك حرمته وابتعد عن عصيانه ومخالفة أوامره فكان ذلك مقام التوجه إليه بالدعاء والتضرع والخشوع وأما الدعاء في حقيقته فما هو إلا مظهر من مظاهر العبادة الحقة لأنه اعتراف من العبد لله عز وجل بالربوبية الكاملة وبقدرته التامة وأنه على كل شيء قدير والدعاء أصدق مظهر من مظاهر الإيمان والإخلاص ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة) ثم قرأ قوله تعالى(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادي سيدخلون جهنم داخلين)( )( ) ويعرّف الدعاء بأنّه طلب العبد والتجاؤه إلى الله تعالى في السرّاء والضرّاء عسى الله أن يحقّق له مبتغاه ويعدّ دعاء الصّائم عبادةً يتقرّب بها إلى ربّه و الدعاء مشروع في كل وقت وهو في حال الصوم وعند الفطر افضل لان هذا الوقت هو من اوقات استجابة الدعاء قال الامام النووي رحمه الله في كتاب شرح المهذبيستحب للصائم أن يدعو في حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ)( ) فَيَقْتَضِي اسْتِحْبَابُ دُعَاءِ الصَّائِمِ مِنْ أَوَّلِ الْيَوْمِ إلَى آخِرِهِ لِأَنَّهُ يُسَمَّى صَائِمًا فِي كُلِّ ذَلِكَ.
دعاء الصائم.........الدكتور بهاء الدين الانور
Admin- Admin
- المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 21/04/2020
العمر : 50
- مساهمة رقم 1
دعاء الصائم.........الدكتور بهاء الدين الانور
قال تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)( ) إن من أهم الأمور التي يجب الانتباه إليها ذلك الربط الوثيق بين آية الصيام في رمضان وآية الدعاء أي آية رقم 185 وآية رقم 186 من سورة البقرة فالربط بين الصيام والدعاء له حكمة ربانية عظيمة وذلك لان التقوى ثمرة الصيام الأولى وبفضل الصيام يكون المؤمن أقرب إلى خالقه ورازقه ولأن الصيام لا يطلع على حقيقته إلا المولى تبارك وتعالى ومتى لاحظ الصائم المؤمن قرب ربه عز وجل أخذه الخجل والحياء من انتهاك حرمته وابتعد عن عصيانه ومخالفة أوامره فكان ذلك مقام التوجه إليه بالدعاء والتضرع والخشوع وأما الدعاء في حقيقته فما هو إلا مظهر من مظاهر العبادة الحقة لأنه اعتراف من العبد لله عز وجل بالربوبية الكاملة وبقدرته التامة وأنه على كل شيء قدير والدعاء أصدق مظهر من مظاهر الإيمان والإخلاص ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة) ثم قرأ قوله تعالى(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادي سيدخلون جهنم داخلين)( )( ) ويعرّف الدعاء بأنّه طلب العبد والتجاؤه إلى الله تعالى في السرّاء والضرّاء عسى الله أن يحقّق له مبتغاه ويعدّ دعاء الصّائم عبادةً يتقرّب بها إلى ربّه و الدعاء مشروع في كل وقت وهو في حال الصوم وعند الفطر افضل لان هذا الوقت هو من اوقات استجابة الدعاء قال الامام النووي رحمه الله في كتاب شرح المهذبيستحب للصائم أن يدعو في حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ)( ) فَيَقْتَضِي اسْتِحْبَابُ دُعَاءِ الصَّائِمِ مِنْ أَوَّلِ الْيَوْمِ إلَى آخِرِهِ لِأَنَّهُ يُسَمَّى صَائِمًا فِي كُلِّ ذَلِكَ.