القلوب بستان المحبوب
قال تعالى ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾ سورة الشعراء ان قلب الانسان هو راس ماله في الدنيا وسبب نجاته في الاخرة فالقلب هو محط انظار الخالق العظيم كما ورد في الحديث الصحيح فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )متفق عليه فجميعنا منشغلين بنظافة مظهرنا الخارجي وترتيبه وتنظيمه ، فترى احدنا لا يخرج من بيته الا بعد ان يتأكد من نظافة مظهره ولكن من منا يهتم وبشكل يومي بنظافة قلبه؟ الذي هو محط انظار رب العالمين الذي يراقبنا على مدار اليوم والساعة لقوله تعالى(إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)سورة النساء وقد اورد الامام الغزالي رحمه الله في الاحياء(مَا وَسِعَنِي سَمَائِي وَلا أَرْضِي وَلَكِنِّي وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ) فالقلب هو مصدر صلاح وفساد حال الانسان فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)متفق عليه فصلاح العمل مرتبط بصلاح القلب وفساده مرتبط بفساده يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: (القوم إذا صلحت قلوبهم فلم يبقَ فيها إرادة لغير الله عز وجل صلحت جوارحهم فلم تتحرك إلا لله عز وجل وبما فيه رضاه) وعلينا كمسلمين محمدين ان نتفكر في اسباب طرد ابليس (لعنه الله) من الجنة حيث ان السبب الرئيسي لطرده هو من اجل ادم عليه السلام وعدم السجود له فكرامة الانسان عند الله عظيمة فمن اجله طرد ابليس الذي اتخذ العهد على نفسه ان يضلنا عن طريق الصواب فقد قال جل جلاله (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)) سورة ص ولكن عدو الله وعدونا ابليس ليس له سبيل على عباد الله (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42))سورة الحجر وما سمي القلب قلبا إلا من تقلبه فتارة يجد العبد قلبه ممتلئا إيمانا وخشية مما يورثه سعادة وأنسا وانشراحا وتارة يضيق عليه صدره ويضعف الإيمان في قلبه وهذا حال ابن آدم وقد نبه الشرع المطهر إلى هذه الحقيقة فعن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-إِنَّمَا سُمِّىَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ في أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْراً لِبَطْنٍ)أخرجه أحمد وقال صلى الله عليه وسلملقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا)رواه احمد وقال صلى الله عليه وسلمإِنَّ قَلْبَ ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الْعُصْفُورِ يَتَقَلَّبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ) أخرجه البيهقي والحاكم والمرء تبع لقلبه فإذا تقبَّل الفتنة صارت نقطة سوداء وجعلت القلب مستعداً لتقبُّل مثلها حتى يصبح أسود كالليل المظلم وإذا قاوم الفتنة وجاهدها أصبح أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يسأل ربه ثبات القلب على الإيمان والهداية والتقوى فيقولاللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة رضي الله عنه أن القلب لا يستقر على حال فعن حنظلة الأسيدي قال: وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً قال أبو بكر رضي الله عنه: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلموالذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات)رواه مسلم {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}آل عمران
قال تعالى ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾ سورة الشعراء ان قلب الانسان هو راس ماله في الدنيا وسبب نجاته في الاخرة فالقلب هو محط انظار الخالق العظيم كما ورد في الحديث الصحيح فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )متفق عليه فجميعنا منشغلين بنظافة مظهرنا الخارجي وترتيبه وتنظيمه ، فترى احدنا لا يخرج من بيته الا بعد ان يتأكد من نظافة مظهره ولكن من منا يهتم وبشكل يومي بنظافة قلبه؟ الذي هو محط انظار رب العالمين الذي يراقبنا على مدار اليوم والساعة لقوله تعالى(إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)سورة النساء وقد اورد الامام الغزالي رحمه الله في الاحياء(مَا وَسِعَنِي سَمَائِي وَلا أَرْضِي وَلَكِنِّي وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ) فالقلب هو مصدر صلاح وفساد حال الانسان فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)متفق عليه فصلاح العمل مرتبط بصلاح القلب وفساده مرتبط بفساده يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: (القوم إذا صلحت قلوبهم فلم يبقَ فيها إرادة لغير الله عز وجل صلحت جوارحهم فلم تتحرك إلا لله عز وجل وبما فيه رضاه) وعلينا كمسلمين محمدين ان نتفكر في اسباب طرد ابليس (لعنه الله) من الجنة حيث ان السبب الرئيسي لطرده هو من اجل ادم عليه السلام وعدم السجود له فكرامة الانسان عند الله عظيمة فمن اجله طرد ابليس الذي اتخذ العهد على نفسه ان يضلنا عن طريق الصواب فقد قال جل جلاله (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)) سورة ص ولكن عدو الله وعدونا ابليس ليس له سبيل على عباد الله (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42))سورة الحجر وما سمي القلب قلبا إلا من تقلبه فتارة يجد العبد قلبه ممتلئا إيمانا وخشية مما يورثه سعادة وأنسا وانشراحا وتارة يضيق عليه صدره ويضعف الإيمان في قلبه وهذا حال ابن آدم وقد نبه الشرع المطهر إلى هذه الحقيقة فعن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-إِنَّمَا سُمِّىَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ في أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْراً لِبَطْنٍ)أخرجه أحمد وقال صلى الله عليه وسلملقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا)رواه احمد وقال صلى الله عليه وسلمإِنَّ قَلْبَ ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الْعُصْفُورِ يَتَقَلَّبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ) أخرجه البيهقي والحاكم والمرء تبع لقلبه فإذا تقبَّل الفتنة صارت نقطة سوداء وجعلت القلب مستعداً لتقبُّل مثلها حتى يصبح أسود كالليل المظلم وإذا قاوم الفتنة وجاهدها أصبح أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يسأل ربه ثبات القلب على الإيمان والهداية والتقوى فيقولاللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة رضي الله عنه أن القلب لا يستقر على حال فعن حنظلة الأسيدي قال: وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً قال أبو بكر رضي الله عنه: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلموالذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات)رواه مسلم {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}آل عمران