مركز المفكر للدراسات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مركز علمي متخصص بالدراسات وبكافة المجالات العلمية يضم نخبة من العلماء والكفاءات والمفكرين


    ما خاب من استشار ............. الشيخ محمد الثابت

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 134
    تاريخ التسجيل : 21/04/2020
    العمر : 50

    ما خاب من استشار ............. الشيخ محمد الثابت   Empty ما خاب من استشار ............. الشيخ محمد الثابت

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء فبراير 09, 2022 1:45 pm


    الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد : اذا وقع الانسان في امر من امور الدنيا ، فإنه يحتاج لحله وتجاوزه الى رأي صائب وفكر مستنير ويستعين به بعد الله عز وجل ، وهنا يبرز السؤال الهام في هذه المرحلة ،من يستشير والى من يبث شكواه وهمه؟ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لا تتكلم فيما لا يعنيك و اعرف عدوك واحذر صديقك إلا الامين و أمين إلا من يخشى الله ولا تمشي مع الفاجر فيعلمك من فجوره و الا تطلعه على سرك ولا تشاوره في امرك إلا الذين يخشون الله عز وجل ) ومن هنا تظهر مكانة الشورى في الإسلام من خلال اقترانها بأوصاف المؤمنين الصادقين في قوله تعالى:{ والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم }الشورى 38، يقول الإمام الجصاص رحمه الله : (هذا يدل على جلالة موقع المشورة لذكرها مع الإيمان وإقامة الصلاة ) ، علاوةً على كونها السبيل لاستقرار الأسرة المسلمة وائتلافها ، قال تعالى : { فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما }البقرة 233 ، ثم إن الله سبحانه وتعالى أمر نبيّه بمشاورة أصحابه بالرغم من استغنائه عن آرائهم ، فقد تكفّل الله بإرشاده وتوجيهه ، ولكنّه إرشادٌ للأمة بضرورة العمل بهذا المبدأ ، قال تعالى : (وشاورهم في الأمر ) آل عمران : 159، فكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس مشورة في أحواله كلّها ، في السلم والحرب، وأمور الخاصّة والعامة ، حتى شهد أصحابه بذلك ، ففي أمور الحرب ، تبرز مواقف النبي صلى الله عليه وسلم التي شاور أصحابه فيها ابتداء بغزوة بدر، حيث شاورهم فيها حول الخروج لملاقاة العدو ، واختيار المكان الذي ينزلون فيه وفي شأن الأسرى وكيفيّة التعامل معهم، وفي غزوة أحد ، استشار النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار المكان الذي يحارب منه المسلمون ، ونزل على رأي من أراد الخروج ، كما أخذ عليه الصلاة والسلام بمشورة صاحبيه بعد المعركة في ملاحقة فلول قريش ومطاردتها، وعندما أشار سلمان الفارسي رضي الله عنه بفكرة بناء الخندق ، استحسن النبي صلى الله عليه وسلم فكرته وأمر بتنفيذها ، فكانت سبباً رئيسياً من أسباب النصر في تلك الغزوة، فقد وردت في السيرة النبوية مجموعة من القضايا استشار فيها النبي صلى الله عليه وسلم الآخرين واستمع إلى آرائهم ، ففي يوم الإسراء والمعراج شاور عليه الصلاة والسلام جبريل عليه السلام في تخفيف الصلاة ، وشاور كلاً من علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما في قضيّة الإفك ،وللشورى في حياة الصحابة رضوان الله عليهم مكانةٌ عظيمة ، فقد كانوا حريصين أشدّ الحرص على معرفة رأي النبي – صلى الله عليه وسلم – في مختلف القضايا ليأخذوا به ، فمن ذلك استشارة أبي هيثم رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم في اختيار خادمه من السبي ، رواه الترمذي ، واستشارة فاطمة بنت قيس رضي الله عنها للنبي عليه الصلاة والسلام فيمن تقدّم لخطبتها ، فأشار لها بقبول أسامة رضي الله عنه ، فكان زواجها منه سبباً في سعادتها وحلول البركة في بيتها ، رواه مسلم ، وعن معاوية بن جاهمه السلمي رضي الله عنه أن والده جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال Sad يا رسول الله ، أردت أن أغزو ، وقد جئت أستشيرك " ، فقال له : ( هل لك من أم ؟ ) ، قال : نعم ، فقال له : ( فالزمها فإن الجنة تحت رجليها ) رواه النسائي ، وعندما نعود إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن المستشار مؤتمن ) رواه الترمذي ، أدركنا ضرورة الصدق والإخلاص في المشورة ليتحقّق المقصود منها ، وفي هذا المعنى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه ) رواه أحمد ، وهكذا أصبحت المبادئ التي قرّرها النبي صلى الله عليه وسلم دستوراً للبشريّة ، ومنهاجاً للإنسانيّة ، وعنواناً للأمم الراقية على مرّ العصور، ومن تأمل في أحوال المستشار يجد العجب ، فبعضهم ليس لديه تجربة حتى نقول انه صاحب خبره و الآخر ليس لديه علم شرعي حتى يستهدي به و الأخرى من النساء تجدها حين تستشار عجلة في التوجيه بترك الزوج وأنه لا فائدة في الجلوس معه ثم هي بعد أن تنهي المكالمة تذهب لزوجها وتترك المسكينة تتجرع مرارة استشارتها اما طلاقاً او فراقاً ،وهناك من قد يستشيرهم المرء وفي قلوبهم مراتع من الحقد والحسد ، فاذا اردنا الاستشارة من احد فيجب ان يكون شخص موثوق به لا يبيح اسرارك لاحد وعدم نشرها وان يكون من اهل العلم والصلاح فانهم يدلونك على حل فيه فضل ونور فهم احفظ الناس على اسرار الناس، وفقنا الله واياكم لما فيه صلاح امر المسلمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 3:54 pm