بسم الله الرحمن الرحيم {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }( ) عندما نتأمل في هذه الآية الكريمة يتبادر الى الذهن ما هو السبيل او السبب الذي يسخره الله لنا ليكون مخرجنا من الظلمات وسبيلنا الى نور الهداية فالتفسير يأتي بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالمن صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً)( ) فمن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فأن الله سبحانه وتعالى يصلي عليه والصلاة من الله هي الرحمة والهداية الى الصراط المستقيم وختم سبحانه وتعالى الآية الكريمة بالتنبيه بأن من اَمن بأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي التي تخرج الانسان من ظلمات الضلال الى نور الهداية واليقين فأنه سيجد الله سبحانه وتعالى رحيما به عفوا عما ارتكبه في وقت الضلال من هذا فعلينا الاكثار من الصلاة والسلام على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم اما فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فكثيرة وموجودة في كتب الاحاديث والسيرة النبوية وكتب العلماء فمن اراد الاستزادة فعليه مراجعتها .
ان الله سبحانه وتعالى ختم هذه الآية الكريمة {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }( ) بقوله (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) وهو محل للمناسبة مع بداية الآية (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) فالصلاة من الله الرحمة والمغفرة فرحمة الله العظمى هو الرسول صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }( ) وهذا كله يتناسب مع ما ذكرنا الا وهو ان الله ارسل الرحمة العظمى محمد صلى الله عليه وسلم فمن صلى عليه وامن به فأن رحمة الله تصيبه فيخرج من ظلمات الدنيا وملذاتها وهمومها الى نور الله سبحانه وتعالى وهدايته ونيل رضاه لذلك كان اختصاص الرحمة بالمؤمنين في نهاية الآية.