قال تعالى مخاطبا رسوله{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }( ) عندما ننظر الى الآية الكريمة نجد ان الله سبحانه وتعالى يخاطب حبيبه صلى الله عليه وسلم بياء النداء والتي تستعمل للنداء القريب بكلمة(الرسول) وليس النبي لان الرسول من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه والنبي من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ،وامر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يبلغ رسالته في الدعوة الى الله وتفسير هذه الآية موجود في كتب التفسير ولكن الملفت في هذه الآية الكريمة ما يلي:
1. ان الله سبحانه خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم بـ(يا) النداء للحاضر وهذا لا يقتصر على حياته فقط بل حتى بعد انتقاله من عالم الدنيا الى عالم البرزخ فروحانية الرسول صلى الله عليه وسلم هي دعوة الى الله ...وجود سنته بين ابناء الامة المحمدية هي دعوة الى الله ...التخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم هي دعوة الى الله ... محبته في قلوب امته تجعلهم ينقادون الى طاعة الله.
2. وأورد سبحانه وتعالى كلمة(يعصمك) ويعصم فعل مضارع يفيد الاستمرار و(الكاف) كاف المخاطب القريب وهذا دليل اخر على ان النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره وليس بميت وهو محفوظ ومعصوم من كل من يحاول التأمر عليه والحاق الاذى به لان الحافظ والحارس له هو الله فكفى بالله وكيلا وهذه اشارة مباركة بأن من يلتزم بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويدعو الناس الى الله فأن الله عاصمه من مكر الناس وشرورهم ولابد من ان نؤمن بذلك ولا ننكره ونكفر به لان الله سبحانه وتعالى لا يهدي لسبيل الرشاد من كفر ولم يؤمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
