مركز المفكر للدراسات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مركز علمي متخصص بالدراسات وبكافة المجالات العلمية يضم نخبة من العلماء والكفاءات والمفكرين


    السؤال : ما هي الادلة الشرعية على حجية السنة النبوية؟

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 134
    تاريخ التسجيل : 21/04/2020
    العمر : 50

    السؤال : ما هي الادلة الشرعية على حجية السنة النبوية؟ Empty السؤال : ما هي الادلة الشرعية على حجية السنة النبوية؟

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 12, 2020 3:26 pm

    الجواب: لحجية السنة النبوية عدة ادلة منها:
    الدليل الأول: قوله تعالىSad وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92))( ) ربنا سبحانه وتعالى قالSad وأطيعوا الله ) ثم قال: (وأطيعوا الرسول) فهنا أثبت طاعتين ومطاعين بمعنى أن الفعل الأول مضارع كما لا يخفى والمضارع يتضمن مصدراً فالمعنى: (وأطيعوا الله تعالى طاعةً وأطيعوا رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم طاعة)ولو كان مراد الله تعالى في هذه الآية الكريمة: ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فيما يبلغكم من القرآن) لو كان ذاك هو المعنى لكان اللازم فصاحةً وبلاغةً أن تضمر الطاعة الثانية إذ هي عين الأولى لم يجب ذلك؟ لأن الأفضل في كلام العرب قصر الكلام ولا يؤتى بالتطويل إلا لفائدة زائدة ولو كان المراد هنا بطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم طاعة ما جاء به من القرآن لاستوى بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع غيره من آحاد البشر وأن الله تعالى هنا علق طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كونه (الرسول) وبالتالي فله من الطاعة ما يكون للرسول على قومه.
    الدليل الثاني: قوله تعالى: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)( ) أن الله تعالى أمر بأخذ الذي آتانا الرسول صلى الله عليه وسلم وترك ما نهانا عنه والأمر يفيد الوجوب وما آتى الرسول وما نهى عنه هو السنة النبوية وبالتالي فهي واجبة الاتباع.
    الدليل الثالث: قوله تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)( ) أن الله تعالى حرم مشاقة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ورتب على مشاقته ألواناً من أشد العذاب ففي الدنيا يوليه الله تعالى شيطانه الذي آثر اتباعه على طاعة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ليزداد إثماً وضلالاً قال تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36))( ) وفي الآخرة يصليه الله تعالى جهنم ويحرمه الجنة كما استبدل في الدنيا طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطاعة الشيطان وأن تحريم مشاقة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تقتضي تحريم مخالفته في كل أمر أو نهي صدر منه سواء كان من القرآن أو غيره.
    الدليل الرابع: قوله تعالى: ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)( ) والآية هنا ذكر لما حدث في غزوة أحد إذ أمر النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الرماة من أصحابه أن يلزموا الجبل وألا ينزلوا عنه لجمع الغنائم ولو رأوا ظفر المسلمين ثم لما ظهر المسلمون على الكفار اختلف الرماة فمنهم من سبق إلى الغنائم وعصى ومنهم من ثبت وقتل وقد عفا الله عمن أخطأ منهم فقال: ( ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على العالمين ) أن الله تعالى أثبت أمراً لنبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهذا الأمر غير موجود في القرآن قطعاً ثم أثبت أن من خالف هذا الأمر كان عاصياً آثماً فدل على وجوب اتباع ذلك الأمر فهذا دليل على وجود سنة للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وعلى وجوب اتباع تلكم السنة وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر وينهى بأوامر ونواهي زائدة على ما في القرآن الكريم ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله )( ) وقوله تعالى: ( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين )( ) وقوله تعالى: ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40))( ) وكما قال تعالى: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118))( ) فدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم بالقتال والغزو ثم هم تخلفوا ومعلوم أنه ليس في القرآن أمر بغزوة بعينها ولا بمكانها ولا بزمانها وإنما كان ذلك بوحي غير قرآن وهو السنة النبوية المطهرة أن العلة في الهزيمة هنا هي عصيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الآية الكريمة وهذا نوع عقوبة فدل على تحريم ذلك العصيان ووجوب ضده وهي الطاعة.
    الدليل الخامس: قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) ) ( ) أن الله تعالى قرر أنه أرسل مع كل نبي قبل نبينا صلى الله عليهم وسلم أمران الأول البينات والثاني الزبر وهي الكتب فدل على أنهم أرسلوا بشيء زائد على ما في الكتب وهي البينات وقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) يلحظ فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل الله إليه أمران الأول القرآن الذي نزل للناس والثاني بيان يوضح ما في القرآن ومعلوم أن الموضِّح غير الموضَّح فدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أنزل إليه شيء زائد على ما في القرآن وليس ذلك إلا السنة المطهرة.
    الدليل السادس: قوله تعالى: (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)( ) أن الله تعالى جعل طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طاعة له ورتب على من تولى عن طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الوعيد وهذا يدل صراحة على وجوب الائتمار بأمره صلى الله عليه وآله وسلم فعلاً وتركاً.
    الدليل السابع: قوله تعالى: ( لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)( ) أن الله تعالى أثبت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمراً والأمر كلام والكلام لفظ ومعنى فالأمر الصادر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفظاً ومعنىً هو السنة ثم الأصل إضافة الكلام إلى الصادر منه ابتداء لا إلى ناقله ثم حذر الله تعالى عن مخالفة هذا الأمر فدل على وجوب اتباعه.
    الدليل الثامن: قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)( ) أن الله تعالى أثبت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم اتباعاً واجباً، حيث علق عليه صدق محبة العبد لربه، وهي واجبة وما تعلق عليه الواجب فهو واجب والاتباع هنا مضاف إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأصل أن يضاف الاتباع إلى المتبوع المباشر.
    الدليل التاسع: قوله تعالى: (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) ( ) أن الله تعالى أثبت طاعة لازمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأصل أن تضاف الطاعة إلى من صدر منه الكلام أولاً لا إلى المبلغ وأن الله تعالى أطلق الطاعة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقيدها بما جاء في القرآن فقط ولا يجوز تقييد ما أطلق الله تعالى فدل على أن له علينا من الطاعة أن نطيعه في كل أمره قرآناً كان أو غير قرآن.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 6:00 pm