إن من سنن الله في الأرض إن جعل لكل قوم راعي يدير أمورهم ويتخذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بهم لذلك روي عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع فمسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)رواه البخاري لذا عندما نقلب صفحات التاريخ نجد إن العرب وقبائلها سائرة منذ الأزل ولحد وقتنا هذا بان يكون هناك رئيسا للقبيلة وشيخا لكل عشيرة يكونون رعاة للقبيلة والعشيرة ويتم اختيارهم من قبل القبيلة أو العشيرة حسب مواصفات وعرف تلك القبيلة أو العشيرة ليكونوا ممثلين عن أبناء عشائرهم ومندوبين عنهم، ومن أهم واجبات رؤساء القبائل وشيوخ العشائر هو إصلاح ذات البين ولم شمل أبناء عشائرهم والعشائر الأخرى، ولهذا الأمر اجر عظيم واثر كبير في المجتمع من رص الصفوف وتوحيدها ، والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا بأحاديث شريفة مباركة فضل إصلاح ذات البين منها، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة )رواه البخاري ومسلم ،وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة قالوا بلى قال إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) رواه أبو داود والترمذي قال ويروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال( هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين) وعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا ) رواه أبو داود ،وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال( ما عمل شيء أفضل من الصلاة وإصلاح ذات البين وخلق جائر بين المسلمين)رواه الأصبهاني وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( أفضل الصدقة إصلاح ذات البين)رواه الطبراني والبزار ، وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي أيوب( ألا أدلك على تجارة؟ قال بلى ، قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا )رواه البزار والطبراني ، ورواه الطبراني أيضا و الأصبهاني عن أبي أيوب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا أيوب ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله تصلح بين الناس إذا تباغضوا و تفاسدوا) وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (من أصلح بين الناس أصلح الله أمره وأعطاه بكل كلمة تكلم بها عتق رقبة ورجع مغفورا له ما تقدم من ذنبه)رواه الأصبهاني ،إن هذا الدور العظيم الذي يقع على عاتق شيوخ العشائر من لم شمل أبناءها وتوحيد صفوف العراقيين ليقفوا صفا واحدا بوجه الظالمين ، لذا ندعو جميع شيوخ العشائر إلى الإسراع بلم شمل الناس وتوحيد صفوفهم والابتعاد عن الخلافات واصلاح ذات البين وتسجيل موقف تاريخي مشرف لهم ولعشائرهم لان التاريخ وهم اعرف به يقيم مواقف الناس حسب الظروف التي يمرون بها . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
شيوخ العشائر ودورهم في لَمْ شمل العراقيين .... الشيخ بندر المنصور
Admin- Admin
- المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 21/04/2020
العمر : 50
إن من سنن الله في الأرض إن جعل لكل قوم راعي يدير أمورهم ويتخذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بهم لذلك روي عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع فمسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)رواه البخاري لذا عندما نقلب صفحات التاريخ نجد إن العرب وقبائلها سائرة منذ الأزل ولحد وقتنا هذا بان يكون هناك رئيسا للقبيلة وشيخا لكل عشيرة يكونون رعاة للقبيلة والعشيرة ويتم اختيارهم من قبل القبيلة أو العشيرة حسب مواصفات وعرف تلك القبيلة أو العشيرة ليكونوا ممثلين عن أبناء عشائرهم ومندوبين عنهم، ومن أهم واجبات رؤساء القبائل وشيوخ العشائر هو إصلاح ذات البين ولم شمل أبناء عشائرهم والعشائر الأخرى، ولهذا الأمر اجر عظيم واثر كبير في المجتمع من رص الصفوف وتوحيدها ، والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا بأحاديث شريفة مباركة فضل إصلاح ذات البين منها، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة )رواه البخاري ومسلم ،وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة قالوا بلى قال إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) رواه أبو داود والترمذي قال ويروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال( هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين) وعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا ) رواه أبو داود ،وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال( ما عمل شيء أفضل من الصلاة وإصلاح ذات البين وخلق جائر بين المسلمين)رواه الأصبهاني وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( أفضل الصدقة إصلاح ذات البين)رواه الطبراني والبزار ، وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي أيوب( ألا أدلك على تجارة؟ قال بلى ، قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا )رواه البزار والطبراني ، ورواه الطبراني أيضا و الأصبهاني عن أبي أيوب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا أيوب ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله تصلح بين الناس إذا تباغضوا و تفاسدوا) وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (من أصلح بين الناس أصلح الله أمره وأعطاه بكل كلمة تكلم بها عتق رقبة ورجع مغفورا له ما تقدم من ذنبه)رواه الأصبهاني ،إن هذا الدور العظيم الذي يقع على عاتق شيوخ العشائر من لم شمل أبناءها وتوحيد صفوف العراقيين ليقفوا صفا واحدا بوجه الظالمين ، لذا ندعو جميع شيوخ العشائر إلى الإسراع بلم شمل الناس وتوحيد صفوفهم والابتعاد عن الخلافات واصلاح ذات البين وتسجيل موقف تاريخي مشرف لهم ولعشائرهم لان التاريخ وهم اعرف به يقيم مواقف الناس حسب الظروف التي يمرون بها . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
Admin- Admin
- المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 21/04/2020
العمر : 50
نتناول في الاسطر القادمة موضوعا مهما في وقتنا الحاضر وذلك لحاجة مجتمعنا اليه الا وهو موضوع السلم الاهلي والمجتمعي ،فما مفهومه ؟ وما ضرورته ؟ وهذا الموضوع كانت لي معه وقفات كثيرة عندما كنت القي محاضرات في الجامعات العراقية ،فالسلم بمعناه الواسع في اللغة العربية يعني الطمأنينة والامن والراحة النفسية من الخوف والتهديد وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذا الامر بقوله سبحانه(الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) سورة قريش ،ان ما تنشده المجتمعات والسكان سواء في القرى او المدن او الاقاليم او الدولة هو حياة السلامة التي يعيش فيها الناس او المجتمع حياه طبيعية سليمة يمارسون فيها اعمالهم واشغالهم ووظائفهم وواجباتهم وتسخير مواردهم وثرواتهم في ارضهم وتنميتها لمصالحهم كل حسب جهده وطاقته فأذن السلم الاهلي والمجتمعي مصطلح مقدس يشترك فيه جميع الناس وترتبط مصالحهم باستمرار تحقيقه ،وان اول كلمة امر الله عز وجل سيدنا نوح عليه السلام عند النزول من السفينة بعد انتهاء الغرق وعقاب الله للذين كذبوه وكفروا به من قومه قوله تعالى في سوره هود (قلنا اهبط بسلام منا) وهكذا باشر سيدنا نوح والمؤمنين معه العيش في الارض بسلام ،وقد ذكر في التوراة :النص الاتي: (وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم انموا واكثروا واملؤا الارض) فالسلام في الادب الاسلامي الموروث في المجتمعات الاسلامية مبدا سامي ويمثل قيمة اجتماعية عليا فتحية المسلمين هي السلام، فإفشاء السلام والترويج له ونشره في الاوساط الاجتماعية سنه مقدسة من سنن الاسلام ويكون سببا في المحبة بين الناس وفوق هذا فهو علامة على صون الايمان بالله ودخول الجنة دار السلام فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلموالذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم هذا فضلا عن احاديث نبوية كثيرة تدعوا المسلمين الى افشاء السلام وتوسيع نطاق المحبة والمودة بين الناس صغيرهم وكبيرهم ،قال بعض علماء الاسلام كالإمام النووي الدمشقي رحمه الله (ان بذل السلام هو لجميع الناس فلا يتكبر احد على احد وان لا يكون بينه وبين احد فجوة تمنعه من السلام عليه)) وان حصلت فجوة فخيرهما الذي يبدئ بالسلام ،اذن السلام بهذا المعنى الشرعي هو عهد للأخوة وعهد للأيمان مثلما فهمه المسلمون الاوائل في مجتمع المدينة المنورة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودولته التي اقامها وشملت كل مجتمع المدينة مسلمين وغير مسلمين فقد ورد في الحديث الذي يرويه انس ابن مالك رضي الله عنه وهم يتماشون فاذا استقبلتهم شجرة او اكمه (مرتفع او جدار) فتفرقوا يمينا او شمالا ثم التقوا من بعد ذلك سلم بعضم على بعض ،فالسلم الاهلي والمجتمعي هو من سمات المجتمعات المتحضرة التي ترفض المنازعات او الخصومات وتدرك اهمية وفوائد العيش المشترك على قاعدة الاخوة الانسانية وبناء الحياة بناءا سليما موحدا اجتماعيا واهليا ولا يسمح نشوب الخلافات التي تؤدي الى التقاطع او التدابر بين فردين او اسرتين اوطرفين او اكثر فيسعى الحكماء او العقلاء لحلها والحيلولة دون تطورها الى مشكلات تتجذر فتظل تنقص السلم الاهلي والمجتمعي وحين ذاك ويمهد الحكماء والعقلاء ويبقى السلم المجتمعي والاهلي سائدا بين الجميع حيث ينعمون في ظله بالعيش الامن والمستقر.