مركز المفكر للدراسات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مركز علمي متخصص بالدراسات وبكافة المجالات العلمية يضم نخبة من العلماء والكفاءات والمفكرين


    من قلب الشدائد والمحن , يتشكل جيل النصر والتمكين للأمة (الحلقة الاولى)... د.ياسين الكليدار الرضوي الحسيني

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 134
    تاريخ التسجيل : 21/04/2020
    العمر : 50

    من قلب الشدائد والمحن , يتشكل جيل النصر والتمكين للأمة (الحلقة الاولى)... د.ياسين الكليدار الرضوي الحسيني Empty من قلب الشدائد والمحن , يتشكل جيل النصر والتمكين للأمة (الحلقة الاولى)... د.ياسين الكليدار الرضوي الحسيني

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء أبريل 28, 2020 12:18 am


    الحمد لله معز الإسلام بنصره, ومذل الشرك بقهره, ومصرف الأمور بأمره, ومديم النعم بشكره, ومستدرج الكافرين بمكره,الذي قدر الأيام دولا بعدله, وجعل العاقبة للمتقين بفضله, وأفاء على عباده من ظله, وأظهر دينه على الدين كله, والصلاة والسلام على من اعلى منار الإسلام بسيفه,وعلى آله وصحبه وحزبه وجنده , ومن اقتفى آثره واهتدى بهديه..أما بعد:
    فمن بين حجب الدهماء ستشرق شمس الحقيقة, ومن قلب الشدائد والمحن سيولد الأبطال العظام, و يتشكل جيل النصر و التمكين الذي وعد الله به هذه الأمة! فعلى الرغم من ما تعانيه شعوب الامة اليوم في كل اقطارها من هوان وذل وانكسار, وتسلط الظالمين على ابناءها و استباحتهم لأرضها وكرامتها و انتهابهم لثرواتها, وقبل ذلك كله ,ما يشهده العالم اجمع اليوم من ارتفاع وتيرة العداء المعلن ضد الامة, وما تتعرض له الامة من هجمة لابناء الشيطان واتباعه ضد دينها وعقيدتها, في اخطر و اشرس حملة شهدها التاريخ ضد امة العرب و الاسلام, تحت ستار خادع يحاولون من خلاله استغفال ابناء الامة و جرهم لاعتناق رداء الذل والاستكانة, وما ترتب على الامة من ذلك كله من اثمان باهضة قدمتها الامة من دماء ابناءها وكرمتها وارضها وثرواتها, حتى وصلت الامة وشعوبها اليوم الى اسوء حال يمكن ان تصل اليه, وكيف لا .. وقد وصل الحال بان تكون الحرب على الامة ودينها , الشغل الشاغل لمن يحكم شعوب الامة العربية والاسلامية! بعد ان جعلوا من حربهم على الامة ودينها وتاريخها وعقيدتها سلعة و قربة ومعيار يتقربون من خلاله لإعدء الامة و ليحظوا من خلاله على رضى قوى الطغيان المارقة التي تتلاعب بشعوب العالم اجمع فضلا ً عن أمة العرب والاسلام, بل وامسى حال الامة في زماننا و كما وصفه النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم, بما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، أو قال على الشوك)وفي رواية الترمذيSad يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر) فأمسى ابناء الامة غرباء في ديارهم و يخافون ان يتخطفهم الناس في وسط امواج عاتية من المؤامرات والغدر و المكر بالأمة ,حتى من قبل المحسوبين على صفوف أبناء الامة, وأسوء من ذلك كله هو اصطفاف كل الاطراف وتأزرهم و تحالفهم للغدر و المكر بدين الله والذي هو الهوية الحق للامة الذي ارتضاه الله لها, وبدون هذه الهوية فلا قيمة للامة على هذه البسيطة و لا غاية لها , بل ولا قضية, وبالرغم من ما نعايشه في ايامنا من ليالي سوداء حالكة الُظلم ,و حالة الاضْطِراب و الخَوْف و الخِشْيَة و الذُعْر و الفَزَع و الرّعْب و القَلَق و الخَطَر والضِيق والكرب , و الإِتِّقاء والجَزَع الذي تعيشه شعوب الامة وابناءها, وبالرغم من ما يعيشه اعداء الامة في زماننا من شعور إِختيالَ و تَبَاهَى و تَبَجَّح و تَجَبَرَ وتَعَاظَمَ وتَعَالَي و غَطْرسَة و زهو وعتو لما اوصلوا اليه الامة وشعوبها من ذل وانكسار وتبعيه مطلقة لهم, ولكن هنالك قبس من نور ٍ يلامس دفئه الافئدة ويكاد سنا نوره يخطف الابصار, يشعر به الكثير من ابناء الامة اليوم خصوصا ً من اهل الحق و البصيرة, في مشارق الأرض ومغاربـها, ويستشعر به اعداء الامة ايضا ,ولذلك نراهم وجلين فزعين خشية وقوع المحذور و الذي لطالما عمدوا و عملوا قرونا طويلة لتلافي وقعه! اما ابناء الامة من ذوي القلوب والابصار فيتطلعون بعين اليقين الى اليوم الذي سيسود فيه ذلك النور و الذي سيملأ الارض و يمحق سواد الليالي الحالكة الظلم, النور الذي سيُعز الله فيه الحق وأهله، ويمكن فيه لحزبه وجنده ، ويذل الباطل وأهله، ويكسر شوكة الشرك والمشركين واعداء الامة و الملة والدين، من اعداء الامة الظاهرين المعلومين او اعداءها الباطنين المندسين بين الصفوف للمكر والغدر بالأمة والدين ,قال تعالى "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ" غافر واننا وبالرغم من ما نراه اليوم واقعا في زماننا من انحياز الكثير من ابناء الامة ضد الامة ودينها وعقيدتها ولسانها, بعلمهم او بجهل منهم, وبالرغم من ما نشهده من خيانات كبرى وكارثية بين الصفوف, واي خيانة اكبر من ان ينحاز ابناء الامة الى صفوف الاعداء !, ليكونوا ادوات ضد الامة و بيد اعداء الامة! وحتى وصل الحال بالكثير من ابناء الامة بان يكون انتماءهم للامة ودينها بمثابة اثقال واوزار لا يتوانون عن القاءها عن كاهلهم في اول اختبار! وبالرغم من ظهور اجيال لا تعلم ما معنى الانتماء للامة بل يخوضون ويلعبون وفق اهواهم وما غرقوا به من جهل فاض على نواصيهم, و بالرغم من كل ما وصفناه من حال الامة من ذل وتبعية وانكسار, ولكننا كل يوم ايضا نرى وبوضوح شديد ،كيف ينحاز نفر من ابناء الامة ليعودوا الى طريق الحق و ليكونوا رصيدا ً للامة ودينها وعقيدتها الحق, واللبنة التي ستقام عليها قواعد البناء القادم , ليتحقق ما وعد الله به هذه الامة وعلى لسان نبيها .. وليتشكل فسطاطين لا ثالث لهما.. وفريقين لا ثالث لهما.. ..(البقية في العدد القادم)


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 5:56 pm