لقد لفت انتباهي في الفترة الاخيرة كثرت التهور من قبل الكثير من الناس تحت ذريعة (الجرأة) حتى وصل الامر بالتهور والتعدي على العلماء والوجهاء في المجتمع دون فهم او علم او معرفة بأن هذا التصرف هو تدمير للمجتمع وتوقيف لعجلة الاصلاح فيه ،لان العلماء والوجهاء هم راس المجتمع فاذا ضاعت هيبته ،ضاع باقي الجسد ،لذلك احببت ان ابين الفرق بين الجرأة والتهور عسى ان يتعظ من هذه الكلمات من اخذته نفسه الامارة بالسوء الى كبيرة من كبائر الاثم الا وهي التهور بالتعدي على اهل العلم والفضيلة ووجهاء القوم ، علما انني لا انكر بأن هذا الامر سببه الوضع الراهن وما فيه من احداث حيث اصبح المجتمع وبالكثير من مفاصله لا يخلو من التهور والتعدي ،فلا حواجز ولا قيم ولا اخلاق تراعى او تضبط الكثير من هذه المفاصل او الشخصيات، إن ” الجرأة ” في حقيقتها هي قول وفعل الحق دون خوف من أحد، وهي تدل على روح الشجاعة والثقة بالنفس و قوة الشخصية ، والتهور هي هيئة حاصلة للقوة الغضبية، بها يقدم على أمور لا ينبغي أن يقدم عليها، وإن التهور والاندفاع والطيش والسفه و العجلة دليل خفة العقل وجهالة النفس ، وقد يظهر ذلك في سرعة الغضب من يسير الأمور، والمبادرة بالطيش، و الإيقاع بالمؤذي، و السرف في العقوبة ، وإظهار الجزع من أدنى ضرر، والسب الفاحش، أو استعمال العبد قواه فيما لا ينبغي وكما لا ينبغي ، والتهور خلق مستقبح من كل أحد إلا أنه من الملوك و الرؤساء أقبح ، وعلى هذا فإذا ترتب على الطيش محرم كان محرماً و إذا ترتب عليه مكروه كان مكروهاً ، وهو على كل حال مستقبح وفي كل وقت مسترذل ، فكم من اندفاعة في غير موضعها أورثت حزناً طويلا ،ً وكم من قول أو فعل متهور طائش أهلك صاحبه وحرمه النجاة وألقى به في عداد الظلمة الفسقة ،ومن ذلك إساءة الظن بالمسلمين وعدم التثبت في نقل الأخبار وإشاعة الاتهام في حق الأبرياء دون بينة أوضح من شمس النهار ، قال تعالى : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (النور:15) وفي صحيح مسلم(أن المسيح عليه السلام – رأي رجلاً يسرق فقال : سرقت ، فقال الرجل : والله ما سرقت ، فقال المسيح: آمنت بالله وكذبت عيني) والكثير من الناس يزعمون أنها ” جرأة ” وإنما هي في حقيقتها وقاحة و” قلة أدب “! للأسف فقد سار بعض الناس هذا السير فتدنوا إلى هذا المستوى، وتحدثوا عن طول وعن قصر، لذلك فإن الصورة الحقيقية للإنسان هي الأخلاق بل هي أولى الشهادات العلمية، هي الهوية وبطاقة تعريف الشخصية ويعتبر ذلك دليلا واضحا على نقص الثقة بالنفس، فالحذر الحذر من التهور والاندفاع فهو دليل على السفه و ضعف العقل ، و يتسبب في كثرة الزلل و الوقوع في الخطأ ، و صاحبه محروم من السيادة ومواقع القيادة والريادة ، يجلب لنفسه الضرر ، و يوقعها في مواضع الندم ، حيث لا ينفع الندم ، فلابد من وقفة تريث وتمهل وتثبت لنكون على بصيرة من أمرنا وأمر الناس حتى تُستوضح مواضع الأقدام وتحمد العاقبة.
الجرأة والتهور وما بينهما ............ الدكتور نعمان ال الشيخ
Admin- Admin
- المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 21/04/2020
العمر : 50
لقد لفت انتباهي في الفترة الاخيرة كثرت التهور من قبل الكثير من الناس تحت ذريعة (الجرأة) حتى وصل الامر بالتهور والتعدي على العلماء والوجهاء في المجتمع دون فهم او علم او معرفة بأن هذا التصرف هو تدمير للمجتمع وتوقيف لعجلة الاصلاح فيه ،لان العلماء والوجهاء هم راس المجتمع فاذا ضاعت هيبته ،ضاع باقي الجسد ،لذلك احببت ان ابين الفرق بين الجرأة والتهور عسى ان يتعظ من هذه الكلمات من اخذته نفسه الامارة بالسوء الى كبيرة من كبائر الاثم الا وهي التهور بالتعدي على اهل العلم والفضيلة ووجهاء القوم ، علما انني لا انكر بأن هذا الامر سببه الوضع الراهن وما فيه من احداث حيث اصبح المجتمع وبالكثير من مفاصله لا يخلو من التهور والتعدي ،فلا حواجز ولا قيم ولا اخلاق تراعى او تضبط الكثير من هذه المفاصل او الشخصيات، إن ” الجرأة ” في حقيقتها هي قول وفعل الحق دون خوف من أحد، وهي تدل على روح الشجاعة والثقة بالنفس و قوة الشخصية ، والتهور هي هيئة حاصلة للقوة الغضبية، بها يقدم على أمور لا ينبغي أن يقدم عليها، وإن التهور والاندفاع والطيش والسفه و العجلة دليل خفة العقل وجهالة النفس ، وقد يظهر ذلك في سرعة الغضب من يسير الأمور، والمبادرة بالطيش، و الإيقاع بالمؤذي، و السرف في العقوبة ، وإظهار الجزع من أدنى ضرر، والسب الفاحش، أو استعمال العبد قواه فيما لا ينبغي وكما لا ينبغي ، والتهور خلق مستقبح من كل أحد إلا أنه من الملوك و الرؤساء أقبح ، وعلى هذا فإذا ترتب على الطيش محرم كان محرماً و إذا ترتب عليه مكروه كان مكروهاً ، وهو على كل حال مستقبح وفي كل وقت مسترذل ، فكم من اندفاعة في غير موضعها أورثت حزناً طويلا ،ً وكم من قول أو فعل متهور طائش أهلك صاحبه وحرمه النجاة وألقى به في عداد الظلمة الفسقة ،ومن ذلك إساءة الظن بالمسلمين وعدم التثبت في نقل الأخبار وإشاعة الاتهام في حق الأبرياء دون بينة أوضح من شمس النهار ، قال تعالى : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (النور:15) وفي صحيح مسلم(أن المسيح عليه السلام – رأي رجلاً يسرق فقال : سرقت ، فقال الرجل : والله ما سرقت ، فقال المسيح: آمنت بالله وكذبت عيني) والكثير من الناس يزعمون أنها ” جرأة ” وإنما هي في حقيقتها وقاحة و” قلة أدب “! للأسف فقد سار بعض الناس هذا السير فتدنوا إلى هذا المستوى، وتحدثوا عن طول وعن قصر، لذلك فإن الصورة الحقيقية للإنسان هي الأخلاق بل هي أولى الشهادات العلمية، هي الهوية وبطاقة تعريف الشخصية ويعتبر ذلك دليلا واضحا على نقص الثقة بالنفس، فالحذر الحذر من التهور والاندفاع فهو دليل على السفه و ضعف العقل ، و يتسبب في كثرة الزلل و الوقوع في الخطأ ، و صاحبه محروم من السيادة ومواقع القيادة والريادة ، يجلب لنفسه الضرر ، و يوقعها في مواضع الندم ، حيث لا ينفع الندم ، فلابد من وقفة تريث وتمهل وتثبت لنكون على بصيرة من أمرنا وأمر الناس حتى تُستوضح مواضع الأقدام وتحمد العاقبة.