مكانة العلماء وحرمة التعدي عليهم...... الدكتور نعمان ال الشيخ حسون

إن مما ابتلي به كثير من المسلمين في هذا الزمان هو الوقوع في أعراض العلماء والدعاة بنبذهم بألقاب السوء وتبديعهم وتضليلهم ولقد رفع الله تعالى من منزلة العلماء فقال تعالى { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}المجادلة11 وقال تعالى {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر9 وبين أن العلماء أكثر الناس خشي لله تعالى فقد قال جل شأنه { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28 ولم يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في الاستزادة من شيء إلا العلم قال تعالى {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114 واستشهد بهم سبحانه في اجل مشهود عليه وهو توحيده فقال تعالى {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }آل عمران18 ولقد وردت احاديث نبوية شريفة فيها بيان فضل العلم وفضل العلماء نذكر منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) متفق عليه وقال صلوات ربي وسلامه عليه في حديث اخر ( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ) سنن الترمذي - (ج 5 / ص 50) وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) رواه الترمذي وغيرها من الاحاديث النبوية الشريفة وقد حذر أهل العلم من القدح في العلماء وبينوا سوء عاقبة هذا الفعل في كتبهم الكثيرة فعلى المسلم أن يحفظ لسانه من الوقوع في أعراض العلماء فإن عقاب الله تعالى شديد لان حاجة الأمة الإسلامية للعلماء كالشمس بل أشد من احتياجهم للشمس فهم صمام أمان للأمة من الفتن والنار وهم ورثة الأنبياء كما ورد في حديث أبي الدرداء قال الرسول صلى الله عليه وسلم (وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما وإنما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رواه أبو داود والترمذي ولا يخفى حرمة الغيبة والنميمة والبهتان لأي مسلم وان عقاب من يرتكبهما شديد فكيف بمن يغتاب وينم العلماء الذين هم ورثة الانبياء فالعقوبة تكون اكبر واشد ولابد ان نعلم بان تعظيم العلماء من تعظيم شعائر الله تعالى والمتعرض لتنقصهم والزراية عليهم متعرض لخطر عظيم ولذا انصح بعدم التعرض إلى أهل العلم والفضل واوصي بالقرب منهم وسؤالهم والاستفادة منهم واذكر بأن معاداتهم تعتبر محاربة لله تعالى ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قالمن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) ونقل الامام النووي رحمه الله في "التبيان في آداب حملة القرآن" عن أبي الائمة ابو حنيفة والشافعي رحمهما الله أنهما قالاإن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي).