مركز المفكر للدراسات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مركز علمي متخصص بالدراسات وبكافة المجالات العلمية يضم نخبة من العلماء والكفاءات والمفكرين


    صفات الرجال المحررين........... بقلم/ الدكتور نعمان ال الشيخ حسون

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 134
    تاريخ التسجيل : 21/04/2020
    العمر : 50

    صفات الرجال المحررين........... بقلم/ الدكتور نعمان ال الشيخ حسون Empty صفات الرجال المحررين........... بقلم/ الدكتور نعمان ال الشيخ حسون

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء نوفمبر 01, 2023 2:26 pm


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على صفوة العالمين حبيبنا محمد الصادق الوعد الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد:
    فقد كثرت صرخات الامة ونداءها لمن ينقذها ، فقد زادت الجروح في جسدها ،وكثرت الالم، فلم يبقى شيء في الامة الا وتعرض اعداءها له ، فدستورنا القران الكريم تعرض للاعتداء والتمزيق والتشكيك به ،وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم تعرض لهجمة شرسة للنيل من مكانته العظيمة خابوا وخسئوا ،والعلماء الكرام الذين هم ورثة الانبياء قد سُلبت مكانتهم وهيبتهم ولم يعد لهم كلمة او تأثير ، المساجد التي هي مقرات انطلاق انوار الخير والفضيلة والاصلاح والنجاح قد هدمت بالكثير من البلدان الاسلامية ،وهناك بلدان اسلامية اخرى تفرض المراقبة والقيود على المساجد ، والاعظم مصيبة من كل ذلك استباحة دماء المسلمين وانتهاك اعراضهم في الكثير من البلدان الاسلامية ،وبالرغم من كل الصرخات ولكن لا مجيب حيث لا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا المعتصم ولا صلاح الدين رضوان الله عليهم ليستجيب للصرخات ،فالأمة اليوم احوج ما تكون لرجال يحملون صفات المحررين ،وبما اننا في هذه الايام نستذكر امجاد صلاح الدين الايوبي رضي الله عنه بسبب ضياع القدس امام انظار جميع المسلمين، احببت ان اقف مع صفات القائد المحرر صلاح الدين الايوبي رضي الله عنه وصفات رجاله الذين هم من اهم اسباب النصر ومقوماته ، فالقيادات الاسلامية اليوم بحاجة الى صفات كصفات صلاح الدين الايوبي ،والرجال الذين معهم بحاجة الى صفات رجال جيشه المحرر للمقدسات الاسلامية ،فقد كان صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه من أتباع المذهب السني، والطريقة القادريّة، وهو مسلم متصوف أشعري، ويقال بأنّه كان يأخذ المشورة من المشايخ الصوفية الكرام اصحاب المذهب الأشعري للوصول إلى الحكمة والرأي السديد، واشتهر القائد صلاح الدين الايوبي رضي الله عنه بتسامحه ورحابة صدره، ومعاملته الإنسانيّة، بالإضافة إلى شجاعة مقطوعة النظير، حيث إنّه من أكثر الشخصيّات التي مرّت عبر التاريخ التي يحترمها الناس سواء من الديانة المسيحيّة أو الإسلاميّة، لقد كان صلاح الدين رضي الله عنه كثير الذكر لله تعالى، وشديد المواظبة على الصلاة في أوقاتها وفي أغلب الأحيان جماعة حتى عُرِف عنه أنه كان لسنين طويلة يُصلّي الجماعة، وإذا مرِض يُحضِر الإمام عنده ويكلّف نفسه القيام ويصلي جماعة، كما أنه كان مواظباً على السنن والرواتب وقيام الليل، وقد كان ملتزماً بإخراج الزكاة وصوم رمضان وصوم أيامٍ زائدة لتعويض ما قد يصيب صيامه من نقص، حتى في أيام مرضه كان مواظباً على الصوم، وكان أيضاً ممن يحبون سماع القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بشغف، حتى إنّه كان يشترط في إمامه أن يكون عالماً بالقرآن الكريم ومتقناً لحفظه، وكان كثير التعظيم لشعائر الدين، وحسن الظن بالله تعالى متوكلاً عليه، ومن أبرز صفاته رضي الله عنه إقامته للعدل، فقد كان يؤمن أنّ العدل أحد نواميس الله في كونه وبأنه ثمرة من ثمرات الإيمان ،وكان من أعظم الشجعان، شديد البأس ،لا يخاف في الحق لومة لائم، ومن صفاته الكرم حتى إنّه عند وفاته لم يجدوا في خزانته إلّا سبعة وأربعين درهماً ناصرية من الفضة، ومن الذهب إلا جرام واحد صوري، كان عظيم الاهتمام بالجهاد والمواظبة عليه، وترَك الدنيا وما فيها من أهل وأولاد ووطن، وكان همّه هو الجهاد والفتوحات الإسلامية، واما صفات رجاله فهم اهل العقيدة الاسلامية الحقيقية ،عشاق الشهادة ،طلاب الاخرة ،زهادا بالدنيا ،رهبان الليل ،فرسان النهار ،تربوا قبل انضمامهم للجيش تربية روحية ربانية ،وتهذبوا على يد المشايخ العلماء الصالحين ،فكانوا امناء بالمشورة ،فدائيون بالقتال ، هدفهم نصرة دينهم وتحرير بلادهم رحمهم الله ورضي عنهم، وفي الختام نختم بمقولة هي قانون اليوم لمن يريد ان ينتصر للمقدسات الاسلامية ، كلمة ذات معنى وعبرة وابعاد عظيمة في تربية الرجال ،قالَها صلاح الدِّين الايوبي رضي الله عنه وهو يتفقَّد أحوال الجند ليلاً، فوجد خيمة بِها عددٌ من الجند يقرَؤون كتاب الله ويَقُومون الليل، فسجَّل له التاريخ هذه القَوْلة: "من هنا يأتي النصر"، ومرَّ على أُخْرى، فوجدها نائمة، فقال: "من هنا تأتي الهزيمة".
    فاذا كانت خيمة نائمة تأتي بسببها الهزيمة فكيف بحال امة نائمة بأجمعها لم تستيقظ لحد الان؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:21 am