(من فيحاء الجنوب الى قلعة أربيل السياب يصدح بشعره) شعار ارتفع على منصة مهرجان الخليج العربي الدولي الأول للسياب الذي أقيم على قاعة بيشوا بمقر وزارة الثقافة والشباب بإقليم كردستان من قبل رابطة العلماء والمفكرين في العراق وجمعية السياب لحقوق الانسان بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب بإقليم كردستان، ليكون عرسا ادبيا ثقافيا جمع ادباء وشعراء وفنانين من طوائف وقوميات الشعب العراقي من مختلف المحافظات الجنوبية والشمالية والغربية .
صدح شعر السياب بحناجر الشعراء الفصحى والشعبي وبلغات متعددة العربية والكردية والسريانية لتطرب مسامع الحضور ليعيشوا باجواء المحافظات العراقية بمختلف السنتهم وحسب البيئة التي يعيش فيها الشاعر، فابن البصرة الفيحاء عندما ارتقى منبر الشعر عاش الجمهور في أحضان البصرة الفيحاء وشواطئها الرائعة التي عاش على ضفافها السياب وكتب اشعاره الرائعة ليصنع لنا شعرا مختلفا يسمى الشعر الحر .
وما ان سكنت قاعة المهرجان الا وسمعنا صوت شعراء ميسان الحبيبة المتمثل بالأم الميسانية الشاعرة ليلى البهادلي تهدر بإشعار تحمل اللغة الجنوبية العذبة هزت مشاعر الحاضرين ليقابلها بعد ان انهت فقرتها شاعر ميساني كبير اخر الا وهو كريم مسلم الطائي يرد عليها بلغتها ويقابلها بإشعار تنشد بحب الوطن ووحدته.
ومرورا بميسان ننتقل الى صحراء السماوة حيث عشنا مع الشعر بلسان شاعر بدوي الا وهو ياسر الجابري الذي لاعب شعره القلوب قبل الاذان بسبب ما يملكه من إحساس شعري رفيع تتمثل فيه لطافة الشعراء وعذوبة اللغة البدوية .
وتوالت المسيرة الشعرية لتمر بمحافظة النجف وشعراءها الذين مثلوها بالمهرجان وبركة ال بيت النبوة رضوان الله عليهم ، وينطلق الشعر ليصل الى بغداد بعد مروره بمحافظة بابل ، ليرتقي الشعراء شمالا الى قلعة أربيل مرورا بصلاح الدين وكركوك ونينوى بشعراءها أصحاب اللسان العربي والكردي والسرياني، فتنوعت منصة مسرح المهرجان ليعيش الجمهور لحظات من التنوع الراقي من الادب والشعر.
وفي ختام اليوم الأول تم افتتاح معرض الرسم بالحرق على الخشب لفنانين من البصرة ليزينوا القاعة بلوحات كان من ضمنها لوحات لشخصيات القيادة في إقليم كوردستان تعبيرا عن الحب الجنوبي لقيادة الإقليم التي فتحت اذرعها لتحتضن الحضارة والادب والفن العراقي بكافة اشكاله .
استمر المهرجان ثلاثة أيام كانت أيام رائعة عاشها جميع المشاركين ، ليكون هذا المهرجان رسالة محبة وتألف أرسلها المشاركون من أربيل الى كافة محافظات العراق والدول الخارجية، على يكون هذا المهرجان تقليد سنوي يقام من قبل القائمين عليه .