أنَّ المرأة من حيث كونها إنساناً مساوية للرجل وهي مخاطبة مثله بتكاليف الشريعة فهي مسئولة مسؤولية كاملة لا يحمل عنها في الدنيا والآخرة تبعات أعمالها غيرها فالمعروف أنَّ خطاب التكليف الإسلامي بأبعاده المتعددة إنما جاء عاماً للرجل والمرأة على سواء عقيدة وعبادة ومعاملة وأمراً ونهياً وموالاة وحقوقاً وواجبات وجعل الله ميزان الكرامة والفوز التقوى والعمل الصالح وليس الذكورة والأنوثة فلما تراجعت التربية الإسلامية وضعف العلم الإسلامي وتحكمت التقاليد الاجتماعية وحلت محل التعاليم السماوية تراجعت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي حتى وصلت الأمور إلى درجة التطرف والغلو وإلى الخروج -عن الدين نفسه - أحياناً فحرمت المرأة المسلمة من التعليم ومن الثقافة ومن العبادة في المسجد والقيام بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحمل الشهادة وأدائها وتارة باسم ضرورة التفرغ لوظيفتها التربوية وأخرى باسم الحرص على شرفها وعفتها وثالثة باسم فساد العصر وشيوع الفتن وكأن وظيفتها التربوية يمكن أن تؤدى وهي جاهلة بالحياة والعصر والمجتمع الذي يطلب إليها تربية أولادها للتعامل معه
إذن فليست مشكلة المرأة شيئاً نبحثه منفرداً عن مشكلة الرجل فهما يشكلان في حقيقتهما مشكلة واحدة هي مشكلة الفرد في المجتمع فالمرأة والرجل يكونان الفرد في المجتمع فهي شق الفرد كما أن الرجل شقه الآخر ولا غرو فالرسول صلى الله عليه وسلم يقولإنما النساء شقائق الرجال) رواه أبو داود وحركتنا التي تعمل للإسلام وتدعو الناس للالتزام به لابد أن توجه دعوتها وعنايتها للرجل والمرأة على حد سواء.