الانسان كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع ان يعيش معزولا عن الاخرين بل يمكن القول انه موجود ليعيش مع الاخرين وحاجة الانسان المستمرة للغير تعد من الضروريات الاولى التي تفرض نفسها على الفرد البشري مند ولادته يقول ابن خلدون في مقدمته(إن الإنسان اجتماعي بطبعه)وهذا يعني أن الانسان فطر على العيش مع الجماعة والتعامل مع الآخرين فهو لا يقدر على العيش وحيدا بمعزل عنهم مهما توفرت له سبل الراحة وحتى كلمة انسان جاءت من الأنس فهو يستأنس بمن حوله يعيش و يتعايش معهم وينتج عن هذا التعايش تبادل في الأفكار و الثقافات والعادات والمعتقدات فيكتسب منهم و يكتسبون منه وبذلك تتكون شخصية عبارة عن مزيج من خبرات و مهارات متنوعة اجتماعية - ثقافية - إنسانية - علمية و عملية وهذه هي المزايا الناتجة عن تواجد الإنسان في مجتمع من البشر وعدم اقتصار حياته على المحيط الضيق إلا أن هذه القيم و المفاهيم تراجعت كثيرا في آخر الأزمان فأصبح اختلاط الناس ببعضهم أمرا تشوبه الصعوبات الكثيرة وأصبح اختيار أسلوب التعامل المناسب معهم يسبب أزمة ليست سهلة الحل وأصبحنا نرى انطواء كل فرد على نفسه وأسرته فلا يهمه ما يحدث حوله و يكتفي بعلاقات على أضيق الحدود حتى أصبح الجار لا يعرف جاره والرجل لا يعرف أقاربه فبدأت تركيبة المجتمع تتغير فأصبحت تتخذ صورة المجتمعات الصغيرة والكثيرة يحتويها مجتمع كبير وتلك المجتمعات الصغيرة هي الأسر وربما العائلات وكل منها يعتبر مجتمع يهتم بأموره الخاصة فقط ونسى دوره في مجتمع كبير فأصابنا الشتات وفقدنا قيمة المجتمع الكبير الذي يكون الإنسان فيه فردا نافعا يعمل ليفيد ويستفيد ويساعد الآخرين ويحمل همهم ويتحقق بذلك معنى التكافل ووظيفة المجتمع وهو ما يحث عليه ديننا و يعتبر من أهم أسسه و أهدافه فلو سألنا لوجدنا أن الجميع تقريبا يتفق على أنهم لا يثقون بالآخرين ولا يأمنون عواقب بعض العلاقات وأصبح سوء الظن والخوف من الآخر هاجسا مسيطرا على افراد المجتمع واسباب كل ذلك عديدة ومتنوعة ولكن لابد ان نفهم مسألة مهمة الا وهي(لا قيمة للإنسان إلا بوجوده مع الآخر وليس هذا الوجود إلا تحقيقًا لجوهره الإنساني ولقيمته الإنسانية إذن فحقيقة الإنسان تتمثل في اجتماعيته التي هي امتداد إنسانيته في الآخر وتعمُّقه في ذاته وكيانه).
الانسان وطبعه الاجتماعي ... الدكتور منصور الكيلاني
Admin- Admin
- المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 21/04/2020
العمر : 50
- مساهمة رقم 1
الانسان وطبعه الاجتماعي ... الدكتور منصور الكيلاني
الانسان كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع ان يعيش معزولا عن الاخرين بل يمكن القول انه موجود ليعيش مع الاخرين وحاجة الانسان المستمرة للغير تعد من الضروريات الاولى التي تفرض نفسها على الفرد البشري مند ولادته يقول ابن خلدون في مقدمته(إن الإنسان اجتماعي بطبعه)وهذا يعني أن الانسان فطر على العيش مع الجماعة والتعامل مع الآخرين فهو لا يقدر على العيش وحيدا بمعزل عنهم مهما توفرت له سبل الراحة وحتى كلمة انسان جاءت من الأنس فهو يستأنس بمن حوله يعيش و يتعايش معهم وينتج عن هذا التعايش تبادل في الأفكار و الثقافات والعادات والمعتقدات فيكتسب منهم و يكتسبون منه وبذلك تتكون شخصية عبارة عن مزيج من خبرات و مهارات متنوعة اجتماعية - ثقافية - إنسانية - علمية و عملية وهذه هي المزايا الناتجة عن تواجد الإنسان في مجتمع من البشر وعدم اقتصار حياته على المحيط الضيق إلا أن هذه القيم و المفاهيم تراجعت كثيرا في آخر الأزمان فأصبح اختلاط الناس ببعضهم أمرا تشوبه الصعوبات الكثيرة وأصبح اختيار أسلوب التعامل المناسب معهم يسبب أزمة ليست سهلة الحل وأصبحنا نرى انطواء كل فرد على نفسه وأسرته فلا يهمه ما يحدث حوله و يكتفي بعلاقات على أضيق الحدود حتى أصبح الجار لا يعرف جاره والرجل لا يعرف أقاربه فبدأت تركيبة المجتمع تتغير فأصبحت تتخذ صورة المجتمعات الصغيرة والكثيرة يحتويها مجتمع كبير وتلك المجتمعات الصغيرة هي الأسر وربما العائلات وكل منها يعتبر مجتمع يهتم بأموره الخاصة فقط ونسى دوره في مجتمع كبير فأصابنا الشتات وفقدنا قيمة المجتمع الكبير الذي يكون الإنسان فيه فردا نافعا يعمل ليفيد ويستفيد ويساعد الآخرين ويحمل همهم ويتحقق بذلك معنى التكافل ووظيفة المجتمع وهو ما يحث عليه ديننا و يعتبر من أهم أسسه و أهدافه فلو سألنا لوجدنا أن الجميع تقريبا يتفق على أنهم لا يثقون بالآخرين ولا يأمنون عواقب بعض العلاقات وأصبح سوء الظن والخوف من الآخر هاجسا مسيطرا على افراد المجتمع واسباب كل ذلك عديدة ومتنوعة ولكن لابد ان نفهم مسألة مهمة الا وهي(لا قيمة للإنسان إلا بوجوده مع الآخر وليس هذا الوجود إلا تحقيقًا لجوهره الإنساني ولقيمته الإنسانية إذن فحقيقة الإنسان تتمثل في اجتماعيته التي هي امتداد إنسانيته في الآخر وتعمُّقه في ذاته وكيانه).