ترك العبادات
1. ترك الصلاة : إنَّ الصلاة التي هي مثال للتواصل بين المخلوق وخالقه من أهم الواجبات الإسلامية التي حثّ عليها القرآن الكريم في كثير من آياته ولطالما كرَّر عبارة ﴿أَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ ودعى إلى المحافظة عليها ﴿حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ﴾ وأكد على فرضها بالتوقيت ﴿فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ أن ترك الصلاة عمداً من الكبائر ولقد جاء الوعيد بالعذاب في القرآن الكريم لتارك الصلاة يقول تعالى ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس بين احدكم وبين أن يكفر إلا أن يدع صلاة مكتوبة) مصنف عبد الرزاق - (ج 3 / ص 124).
2. ترك الزكاة: من الكبائر منع الزكاة الواجبة وهو من الذنوب التي جاء الوعيد عليها بعذاب النار في عدّة مواضع من القرآن الكريم قال تعالى ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ .
3. ترك الصيام: من ترك الصوم بغير عذر فإنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب لأنه أخل بركن من أركان الإسلام وواجب من واجباته العظام والله عزوجل يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183] ان من ترك الصوم جحداً لوجوبه فهو كافر إجماعاً ومن تركه كسلاً وتهاوناً فلا يكفر لكنه على خطر كبير بتركه ركن من أركان الإسلام مجمع على وجوبه ويستحق العقوبة والتأديب من ولي الأمر بما يردعه وأمثاله.
4. ترك السنن: ان الالتزام بالسنن هو دليل على محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم ومدى اتباعنا له فالذي يلتزم بالسنن له اجر عظيم وليس عليه اثم ولكنه قد يعاتب يوم القيامة من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على تركها خاصة اذا كنت متعمدا فقد قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) [الأحزاب:21] وقال الله تعالى وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الحشر:7].
5. الابتعاد عن ذكر الله: ان الابتعاد عن ذكر الله يؤدي الى قسوة القلب قال تعالى(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) [البقرة:74] إن أصحاب القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلملا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي) جامع الأحاديث - (ج 5 / ص 365)
6. عدم قراءة القران: أن لهجر القرآن آثاراً سلبية على الشباب والمجتمع فعلى الشاب أن يتنبه لها ومن هذه الآثار قسوة القلب لأن القرآن الكريم يعمل على ترقيق القلوب وبالقران تستطيع التغلب على الشيطان وأعوانه من شياطين الجن والإنس وتركه فيه حرمان للشاب من فضل التلاوة والتعبد بها والحرمان من شفاعة القران يوم القيامة فقد جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم - (ج 3 / ص 354) وعدم قراءة القران والتدبر فيه يؤدي الى كثرت الأهواء ويقل العلم وينتشر الجهل .
7. الكذب: يقوم الشباب بالكذب على اهلهم واصدقائهم هربا من الاعتراف بالأخطاء التي يرتكبونها مما يجعلهم اصحاب شخصيات ضعيفة لان المخطأ يكون دائما خائفا مرتبكا ضعيفا لذلك يلجأ الى الكذب يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً) صحيح الأدب المفرد - (ج 1 / ص 161) ويقول صلى الله عليه وسلم(إياكم والكذب فإنه باب من أبواب النار) جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي - (ج 1 / ص 14583).
صحبة السوء
مما لا شك فيه أن للصحبة آثارها على الواحد منا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) جامع الأحاديث - (ج 9 / ص 472) فإذا كان الأمر كذلك فحري بنا أن نحذر صحبة الفاسدين والفاسقين لأن الصاحب ساحب وقد يجر صاحبه إلى طريق الشر والفساد وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم - (ج 1 / ص 180) وقد أمر الله تعالى أن يلزم العبد الصحبة الصالحة وأن يتجنب صحبة السوء فقال: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف:28) فالحذر كل الحذر من صحبه السوء لانهم في الدنيا لا يجلبون الا المصائب وفي الاخرة نعاقب بسبب صحبتنا لهم في الدنيا قال تعالى {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً }الفرقان28 وقال تعالى {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67
عقوق الوالدين
ان من الامور التي يقوم بها الشباب بعد ان يكبروا ويقوى عودهم هو التجاوز على الوالدين وهذه من اكبر الكبائر لان الشاب يرى نفسه اقوى من والديه ونسى من رباه وسهر عليه وتعب في تربيته لذلك قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23 وروى الحاكم والطبراني والبيهقي في شُعَبِهِ قول النبي صلى الله عليه وسلم (رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما) وروى الحاكم بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجّل لصاحبه) يعني العقوبة في الدنيا قبل يوم القيامة فمن أراد النجاح والفلاح فليبَرّ أبويه فإن من برّ أبويه تكون عاقبته حميدةً فبرّ الوالدين بركة في الدنيا والآخرة
النظر الى المحرمات
أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن فكم فسد بسبب النظر من عابد وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين وكم وقع بسببه أناس في الزنى والفاحشة والعياذ بالله فالعين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته وإرادته ونقش فيه صور تلك المبصرات فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة ولما كان إطلاق البصر سببا لوقوع الهوى في القلب أمر الشارع بغض البصر عما يخاف عواقبه فقال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30 قال صلى الله عليه وسلم{ العينان تزنيان وزناهما النظر } متفق عليه وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال{ سألت رسول الله صلى عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري } رواه مسلم فالنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية فإن لم تقتله جرحته فهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه والنظر الحرام يسبب نسيان العلم ونزول البلاء وإبطال الطاعات والغفلة عن الله والدار الآخرة فإن القلب إذا شغل بالمحرمات أورثه ذلك كسلا عن ذكر الله وملازمة الطاعات.