للفلاسفة والمفكرين وعلماء الاجتماع ثلاثة اتجاهات في تحديد طبيعة الإنسان هي:
الاتجاه الأول: يرى أن الإنسان ما هو إلا مرآة عاكسة لمجتمعه الذي يعيش فيه، وأنه هو الذي يصنع منه إنسانا مستقيما أو منحرفا، أو بين بين، فهو يولد بلا استعدادات وقابليات للخير أو الشر.
وهذا اتجاه خاطئ لأن الإنسان مركب من روح وجسد وهو يولد بهما كاملين بلا نقص وهما قابلان للنمو والتجدد ومن هنا يأتي تأثير المجتمع والبيئة عليهما إيجابا وسلبا وكما أن أعضاء الجسم من دماغ وقلب وعين وفم وأطراف وغيرها تولد كاملة ولها وظيفتها التي تعرفها ثم تنمو وتتجدد شيئا فشيئا فكذلك روح ونفس الإنسان مخلوقة كاملة باستعدادها وقابليتها للخير والشر، فتتجه نحو الخير أو نحو الشر وتنمو وتتجدد فيها تلك الاستعدادات والقابليات بتأثير المجتمع والبيئة.
الاتجاه الثاني: يرى أن الإنسان في أصله مطبوع على الشر، والمجتمع هو الذي يقومه، فهو يولد جاهلا والجهل مصدر كل شر، لكن البيئة تصقله وتعلمه الخير وكما أن الأدران والأوساخ لاصقة بجسم الإنسان وتزول بتأثير المحيط الاجتماعي فإن الشر لاصق بروحه ولا تزيله إلا التربية الاجتماعية ، قيل: الظلم من طبع النفوس وإنما يصدها عن ذلك إحدى علتين: إما ديانة لخوف معاد أو سياسة لخوف النفس وهذا اتجاه خاطئ لأن الإنسان يولد سويا، جسما وروحا والشر يقع منه بعد الميلاد وكما أن أمراض الأجسام تصيب الإنسان بعد خروجه إلى الحياة فكذلك أمراض النفوس ،ولو كان الإنسان يولد شريرا لكانت مرحلة الطفولة أسوء مراحل حياته لأن من يأتي الحياة شريرا يحتاج إلى وقت طويل ليتحول إلى خير ،وقد اعتمدت الديانة المسيحية الاتجاه الذي يرى أن الإنسان يولد شريرا وتبنته لأن من أصول الاعتقاد عندهم اعتقاد أن الإنسان يولد وارثا لخطيئة أبيه آدم وكان لها صدى في كتابات ونظريات عدة منها: نظرية (الجنس يفسر كل شيء) عند فرويد التي ترى أن الجنس هو الدافع الرئيس لكل أفعال الإنسان بما في ذلك حبه لوالديه وعبادته لربه. ومنها: نظرية ماركس التي ترى أن البحث عن الطعام هو الذي يسير تاريخ الإنسان عن طريق تحسين وسائل الإنتاج.
الاتجاه الثالث: يرى أن الإنسان في أصله مطبوع على الخير والمجتمع هو الذي ينمي بذرة الخير فيه أو يحوله من خير إلى شرير وهذا هو الاتجاه الحق والمعبر عنه في الإسلام بالفطرة فالخالق العظيم قد خلق الإنسان فسواه فعدله وفي أحسن جسم ركبه أما روحه فيكفي أنها من روح الله فلا مناص من الإقرار بأن الإنسان ولد سويا معتدلا ومفضلا جسما وروحا وليس مشوها جسما ولا بروح شريرة، وقد صرح القرآن بأصالة الخير في الإنسان في عدة آيات منها قوله تعالى{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سورة الروم قال أبو حيان في توضيح معنى (الفطرة): (رجح الحذاق أن الفطرة هي القابلية التي في الطفل للنظر في مصنوعات الله والاستدلال بها على وجوده فيؤمن به ويتبع شرائعه لكن قد تعرض له عوارض تصرفه عن ذلك كتهويد أبويه له وتنصيرهما وإغواء شياطين الإنس والجن) ونقل القرطبي رحمه الله عن شيخه أبي العباس رحمه الله قوله في تحليل معنى الفطرة: (إن الله تعالى خلق قلوب بني آدم مؤهلة لقبول الحق كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات فما دامت باقية على ذلك القبول وعلى تلك الأهلية أدركت الحق ودين الإسلام هو الدين الحق) وقوله تعالى{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} سورة البقرة والصبغة في الآية مستعارة لفطرة الله التي فطر الناس عليها وهي دين الإسلام شبهت بالصبغ لتميزه على غيره ولأنه زينة فالإيمان متميز وزينة وقوله تعالى{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} سورة الأعراف تذكر الآيتان أن الله أخرج البشر إلى الحياة جيلا بعد جيل ثم نصب لهم دلائل وجوده وركز فيهم عقولا وبصائر يتمكنون بها من معرفته والاستدلال بها على أنه الإله الواحد حتى صاروا بمنزلة من قيل لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بل أنت ربنا شهدنا بذلك على أنفسنا لأن تمكينهم من العلم بالأدلة وتمكنهم منه في منزلة الإقرار والاعتراف قوله تعالى{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}سورة الشمس أي: خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة قوله تعالى{نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاء} سورة النور أي أن الإنسان مضيء من الداخل والخارج: مضيء من الداخل بقلبه وعقله حتى يكاد يعرف الحق ومضيء من الخارج بالوحي فاجتمع له نوران: نور الوحي ونور الفطرة فهو نور على نور وبينت السنة ما صرح به القرآن عن الفطرة الإنسانية وهي خلق الخليقة على قبول الإسلام في أحاديث عدة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم(ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: واقرؤوا إن شئتم { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } الآية رواه البخاري ومسلم يشير هذا الحديث إلى قضية غاية في الأهمية وهي أن الأصل في الإنسان هو الإيمان بالله المعبر عنه بالفطرة والتي يوحي أصلها اللغوي بأنه شيء خلق مع الإنسان وركب فيه كما يركب سائر أعضائه وأن الإنسان إنما يخرج عن مقتضى فطرته بمؤثرات خارجية من تربية وبيئة وتعليم وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم لحالة الإنسان حين ولادته على الفطرة بحالة البهيمة في كمال خلقها وخلوها عن العيوب والنقائص حتى إذا كبرت قطعوا آذانها وأنوفها وغيروا خلقتها فكذلك ما يتعرض له الإنسان من انحراف في فطرته هو بتأثير خارجي فعن الأسود بن سريع السعدي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم(إلا أنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها) رواه أحمد هذه هي قيمة الإنسان في الإسلام والتي لم يرقى إليها دين سماوي ولا أرضي ولا أي مذهب أو فكر أو مفكر فهنيئا للإنسان إنسانيته التي لم يعرفه بها سوى الإسلام.
الاتجاه الأول: يرى أن الإنسان ما هو إلا مرآة عاكسة لمجتمعه الذي يعيش فيه، وأنه هو الذي يصنع منه إنسانا مستقيما أو منحرفا، أو بين بين، فهو يولد بلا استعدادات وقابليات للخير أو الشر.
وهذا اتجاه خاطئ لأن الإنسان مركب من روح وجسد وهو يولد بهما كاملين بلا نقص وهما قابلان للنمو والتجدد ومن هنا يأتي تأثير المجتمع والبيئة عليهما إيجابا وسلبا وكما أن أعضاء الجسم من دماغ وقلب وعين وفم وأطراف وغيرها تولد كاملة ولها وظيفتها التي تعرفها ثم تنمو وتتجدد شيئا فشيئا فكذلك روح ونفس الإنسان مخلوقة كاملة باستعدادها وقابليتها للخير والشر، فتتجه نحو الخير أو نحو الشر وتنمو وتتجدد فيها تلك الاستعدادات والقابليات بتأثير المجتمع والبيئة.
الاتجاه الثاني: يرى أن الإنسان في أصله مطبوع على الشر، والمجتمع هو الذي يقومه، فهو يولد جاهلا والجهل مصدر كل شر، لكن البيئة تصقله وتعلمه الخير وكما أن الأدران والأوساخ لاصقة بجسم الإنسان وتزول بتأثير المحيط الاجتماعي فإن الشر لاصق بروحه ولا تزيله إلا التربية الاجتماعية ، قيل: الظلم من طبع النفوس وإنما يصدها عن ذلك إحدى علتين: إما ديانة لخوف معاد أو سياسة لخوف النفس وهذا اتجاه خاطئ لأن الإنسان يولد سويا، جسما وروحا والشر يقع منه بعد الميلاد وكما أن أمراض الأجسام تصيب الإنسان بعد خروجه إلى الحياة فكذلك أمراض النفوس ،ولو كان الإنسان يولد شريرا لكانت مرحلة الطفولة أسوء مراحل حياته لأن من يأتي الحياة شريرا يحتاج إلى وقت طويل ليتحول إلى خير ،وقد اعتمدت الديانة المسيحية الاتجاه الذي يرى أن الإنسان يولد شريرا وتبنته لأن من أصول الاعتقاد عندهم اعتقاد أن الإنسان يولد وارثا لخطيئة أبيه آدم وكان لها صدى في كتابات ونظريات عدة منها: نظرية (الجنس يفسر كل شيء) عند فرويد التي ترى أن الجنس هو الدافع الرئيس لكل أفعال الإنسان بما في ذلك حبه لوالديه وعبادته لربه. ومنها: نظرية ماركس التي ترى أن البحث عن الطعام هو الذي يسير تاريخ الإنسان عن طريق تحسين وسائل الإنتاج.
الاتجاه الثالث: يرى أن الإنسان في أصله مطبوع على الخير والمجتمع هو الذي ينمي بذرة الخير فيه أو يحوله من خير إلى شرير وهذا هو الاتجاه الحق والمعبر عنه في الإسلام بالفطرة فالخالق العظيم قد خلق الإنسان فسواه فعدله وفي أحسن جسم ركبه أما روحه فيكفي أنها من روح الله فلا مناص من الإقرار بأن الإنسان ولد سويا معتدلا ومفضلا جسما وروحا وليس مشوها جسما ولا بروح شريرة، وقد صرح القرآن بأصالة الخير في الإنسان في عدة آيات منها قوله تعالى{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سورة الروم قال أبو حيان في توضيح معنى (الفطرة): (رجح الحذاق أن الفطرة هي القابلية التي في الطفل للنظر في مصنوعات الله والاستدلال بها على وجوده فيؤمن به ويتبع شرائعه لكن قد تعرض له عوارض تصرفه عن ذلك كتهويد أبويه له وتنصيرهما وإغواء شياطين الإنس والجن) ونقل القرطبي رحمه الله عن شيخه أبي العباس رحمه الله قوله في تحليل معنى الفطرة: (إن الله تعالى خلق قلوب بني آدم مؤهلة لقبول الحق كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات فما دامت باقية على ذلك القبول وعلى تلك الأهلية أدركت الحق ودين الإسلام هو الدين الحق) وقوله تعالى{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} سورة البقرة والصبغة في الآية مستعارة لفطرة الله التي فطر الناس عليها وهي دين الإسلام شبهت بالصبغ لتميزه على غيره ولأنه زينة فالإيمان متميز وزينة وقوله تعالى{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} سورة الأعراف تذكر الآيتان أن الله أخرج البشر إلى الحياة جيلا بعد جيل ثم نصب لهم دلائل وجوده وركز فيهم عقولا وبصائر يتمكنون بها من معرفته والاستدلال بها على أنه الإله الواحد حتى صاروا بمنزلة من قيل لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بل أنت ربنا شهدنا بذلك على أنفسنا لأن تمكينهم من العلم بالأدلة وتمكنهم منه في منزلة الإقرار والاعتراف قوله تعالى{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}سورة الشمس أي: خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة قوله تعالى{نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاء} سورة النور أي أن الإنسان مضيء من الداخل والخارج: مضيء من الداخل بقلبه وعقله حتى يكاد يعرف الحق ومضيء من الخارج بالوحي فاجتمع له نوران: نور الوحي ونور الفطرة فهو نور على نور وبينت السنة ما صرح به القرآن عن الفطرة الإنسانية وهي خلق الخليقة على قبول الإسلام في أحاديث عدة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم(ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: واقرؤوا إن شئتم { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } الآية رواه البخاري ومسلم يشير هذا الحديث إلى قضية غاية في الأهمية وهي أن الأصل في الإنسان هو الإيمان بالله المعبر عنه بالفطرة والتي يوحي أصلها اللغوي بأنه شيء خلق مع الإنسان وركب فيه كما يركب سائر أعضائه وأن الإنسان إنما يخرج عن مقتضى فطرته بمؤثرات خارجية من تربية وبيئة وتعليم وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم لحالة الإنسان حين ولادته على الفطرة بحالة البهيمة في كمال خلقها وخلوها عن العيوب والنقائص حتى إذا كبرت قطعوا آذانها وأنوفها وغيروا خلقتها فكذلك ما يتعرض له الإنسان من انحراف في فطرته هو بتأثير خارجي فعن الأسود بن سريع السعدي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم(إلا أنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها) رواه أحمد هذه هي قيمة الإنسان في الإسلام والتي لم يرقى إليها دين سماوي ولا أرضي ولا أي مذهب أو فكر أو مفكر فهنيئا للإنسان إنسانيته التي لم يعرفه بها سوى الإسلام.