كنا في سانحة سابقة تحدثنا عن( الغيرة لدى الاطفال) في هذه الجزئية سنتناول سلوكا آخر من سلوكيات الاطفال- في إطار التربية والتنشئة الاسرية/ الاجتماعية..ذلكم هو( تنمر الاطفال)
- وإذا كان سلوك الغيرة لديهم هو مجموعة من الاحاسيس والمشاعر والانفعالات السلبية تحدث غالبا عن ردات فعل معينة ومحددة تؤطرها البراءة والعفوية إذ لا تمييز للطفل ما بين الخطأ والصواب، - فما هو ( تنمر الاطفال) ..ما اسبابه وما وصفه العام..؟! وما الحلول لها او كيف تعالج ؟! ومن يتحمل المسئولية؟!
(التنمر) مصطلح منسوب الى( النمر) وقوته وسطوته وحب تسلطه على ( حيوانات الغابة)..هذا ما نراه في الاطار اللغوي.
التنمرشكل من اشكال العنف والأيذاء والاساءة التي تكون في الغالب موجهة من فرد نحو فرد أو جماعة نحو أخرى،و قد تكون أشكال الايذاء والاساءة جسدية كالضرب أو لفظية / قولية تتضمن السخرية والاستهزاء والتعليقات غير اللائقة، على أن التنمرلا يحده مكان واحد، فقد يقع في البيت او في المدرسة او حتى في الشارع، وقد يكون للتنمر ردود فعل قد تؤثر في الوضع الصحي ( للمتنمر او للمتنمر عليه) وعلى حالته النفسية قد تصل الى الاكتئاب والانطواء والعزلة، وما من شك فأسباب التنمر متعددة ومتنوعة من اهمها:
1. التفكك الاسري وتعرض أحد طرفي الاسرة للعنف وكثرة المشاكل بين الابوين وأعلانها أمام الاطفال.
2. الفهم الخاطئ لبعض اولياء الامور لتنمر الاطفال وعدوانيتهم فهم يرون في التنمر رجولة وقوة شخصية واستقلالية وتشجيعهم على العدوان باعتداء أو بغيره وعدم الاهتمام والمتابعة والتحصين لاطفالهم والتساهل في عدم المحاسبة.
3. ربما من اسباب التنمرالثراء والغنى والسلطة اوالوجاهه الاجتماعية والمالية، ما ينتج عنه إستعلاء وتكبر والخيلاء والبطر.
4. لوسائل الاعلام دور فاعل في شيوع وانتشار ظاهرة التنمر بين الاطفال من خلال ما تبثه من أفلام عنف وتحريض على السلوك العدواني ،وكذا الافلام الكارتونية والالعاب الالكترونية، ولاسيما في غياب المراقبة والمتابعة من قبل الأبوين واولياء الامور، وترك الحبل على الغارب.
- سبل المواجهة والمعالجة: من ابرز وسائل وسبل علاج ( تنمر الأطفال) هي :
1. ضرورة التعاون الوثيق بين البيت والمدرسة، وبين كل المؤسسات التربوية والتعليمية والدينية والاعلامية والاجتماعية والثقافية.
2. قد يتطلب الامرسن قوانين وانظمة تسهم في الحد من هذه الظاهرة وكل الظواهر الأجتماعية ألأخرى.
في العموم...حسن التربية والتقويم وتحصين الأبناء وفق ( المنهج القرآني) وأن يكون الآباء والأمهات والمعلمون والمرشدون والموجهون خير قدوة لابنائهم.