بغدادُ في مغناكِ أنّي مُغرمُ
بالحبِّ أرتشِفُ التُرابَ وَ أَلثِمُ
تحلو على الشفتينِ حنّاءُ الثرى
تهبُ المحاسِنَ حينما أَتَبَسَّمُ
غنَّيتُ موّالَ العراقِ بمهجتي
عوّادُ في نَغَمِ الهوى أَتَرنَّمُ
وطني أيا رمز المآثرِ والذُرى
الروحُ تُفدى في أديمِكَ والدمُ
أنتَ الذي وَهَبَ الروابيَ صهوةً
بالعزِّ والأمجادِ يحكيكَ الفَمُ
بحصافةِ الألبابِ ناجيتَ النُهى
وبحكمةِ القرطاسِ أنتَ المُلهِمُ
.........
في ملتقى بغداد دوماً يحتفي
فينا النوابغُ والحجى والأعلمُ
فعلى ضفافِ النهرِ نُمسي مثلما
هبُّ النسائِمِ بالندى يَتَنَسَّمُ
فالسيرُ في الكرخين ينعشُ كلَ منْ
زارَ الذي بالغيضِ دوماً يكظمُ
من ثمَ يشتدُّ الخُطى في سيرِهِ
باليُمنِ ناداهُ الإمامُ الأعظمُ
حبُ العراقِ يصيحُ في أبنائِهِ
إنَّ التآخي بيننا إذ يعظُمُ
طبعُ العراقيين : ينبضُ قلبهُمْ
ودّاً وَ من عَضُدِ الهوى يستلهِمُ
كلُ الطوائفِ و العقائِدِ عندنا
تدعو بما يدعو ويرجو المُسْلِمُ
وطني عيونُ الضادِ تبصرُكَ المُنى
لتنالَ ما تصبو إليهِ و تحلَمُ
المكرُ بالأعداءِ يغلو غيضُهُ
في حَسْبِهِ يُدمي الوريدَ ويُكْلِمُ
لكنَّ هيهاتُ العراق بمجدِهِ
حاشاهُ في سوحِ الوغى يستسلِمُ
أو يرتجي عند المعاركِ هُدنَةً
أو قد يَشكُّ السيفَ نصلاً يُثلَمُ
بالرغمِ من كل النوائِبِ إنّما
أنتَ المعالي والذّرى والسُلَّمُ
وطني فؤادي في غرامِكَ هائمٌ
فَلَكَمْ وَ كَمْ فينا تجودُ وتُكرِمُ
سيظلُ حبّكَ نابضاً في خافقي
واللهُ أنّي في هواكَ مُتَيَّمُ